جهاد الحجري يكتب:
جرائم الإخوان والعفافيش تعزز موقف الحوثي ضد التحالف
إعدام الأسرى وتعذيبهم وامتهان كرامتهم، هو عمل أخلاقي دأبت عليه التنظيمات الإرهابية مثل ميليشيا الإخوان، وفروعها كالقاعدة وداعش وأنصار الشريعة.
وما أقدمت سلطات مارب الإخوانية من تعذيب أسرى حوثيين حتى الموت هو عمل مدان، ويتنافى مع القيم الدينية والإنسانية، التي لا تعترف بها حكومة ما يسمى بالشرعية، والمختطفة من الإخوان المسلمين.
إضافة إلى ذلك، فإن المستفيد الوحيد من مثل هذه الجرائم هو الحوثي نفسه، ولا نستبعد أن اعدام الأسرى قد تم بالتنسيق بين الجانبين.
ففي العام 2016، طلب مشرف حوثي اسمه "القعود" تسليم نفسه لما يسمى بالجيش الوطني في محافظة الجوف، وبرفقته ستة من زملائه المقاتلين، وذكروا أن بحوزتهم أسرار كثير عن ميليشيا الحوثي يريدون أن يكشفوها للعامة حتى تتضح حقيقة حلفاء إيران.
وبمجرد وصولهم إلى قبضة تنظيم الإخوان أو ما يسمى مجازاً "الجيش الوطني" تم إعدامهم على الفور دون الاستماع لشهاداتهم.
وقد نعت جماعة الحوثي في وقتها "الشهيد القعود ورفاقه" واتهمت طيران التحالف بقصفهم، وهو ما يتنافى مع طبيعة الواقع، وطيران التحالف من ذلك براء.
وقد يستغرب البعض لماذا تعدم ميليشيات الإخوان الأسرى الحوثيين؟ وهل في ذلك ضرر على عليهم؟
الجواب بالنفي قطعاً، فإعدام الأسرى الحوثيين يجعل بقية رفاقهم يستميتون في القتال حتى لا يقعوا في الأسر، ويعطي شعور لدى العامة بالتعاطف مع حلفاء إيران.
وليس في مصلحة الإخوان أن تسقط جماعة الحوثي، وأن ينهار مقاتلوها، ولو علم الكثير منهم أن هناك من سيحترمهم بعد الأسر، لما ترددوا لحظة في الانسحاب إلى الطرف الآخر، كما يحدث في جبهة الضالع، حيث الأسرى الحوثيون بالجملة، لأنهم خبروا كرم وتسامح المقاتل الجنوبي.
فصمود مقاتلي الحوثي هو نتاج لتصرفات الإخوان الهوجاء، التي تنتقم للحوثي من كل أسير يتخلى عن سيده عبدالملك ويتوقف عن القتال.
ما يهمنا أكثر في موضوع الأسرى هو تواجد الكثير من أبناء المناطق المحتلة في سجون الإخوان، ويكابدون أوضاعاً مأساوية مريرة في ظل تجاهل المجتمع الدولي لمعاناتهم.
ورغم أن الكثير من أولئك السجناء هم مدنيون، تم اعتقالهم من بيوتهم، إلا أن تنظيم الإخوان الإرهابي يُصر على أنهم ضالعون في مخططات إجرامية لا أحد يدرك حقيقتها.
ولا نستبعد أن يتم نقلهم إلى معتقلات الحوثي في الشمال ليتم مقايضتهم بأسرى الحوثي لدى المقاومة الجنوبية، فكل مخططات الإخوان رغم ظاهرها، إلا أنها تخدم الحوثيين على المدى البعيد، وتُسهم في تثبيت سلطتهم وتمددهم على الأرض.
نقطة أخرى تخدم الحوثيين ميدانياً، هي الجرائم التي يقدم عليها المدعو طارق عفاش ومسلحيه في جبهة الساحل الغربي.
فعمليات القتل والاغتصاب وانتهاك أعراض أهالي الحديدة، هو كل ما يحتاجه الحوثي ليثبت شرعيته لدى المواطنين، وقد انخرط الكثير منهم في ميليشيات الحوثي بعد جرائم طارق ورفاقه المرتزقة.
كما لا يخفى على أحد مسلسل النهب الذي تمارسه الميليشيات الشمالية لمعسكرات التحالف في الساحل الغربي، وهو أمر يجب أن نفضحه أولاً بأول، لأن المتضرر الوحيد هي ألوية العمالقة الجنوبية، التي تدفع ثمن هذه الخيانات من سمعتها وجاهزيتها للمعارك.
لقد حان الوقت للإخوة في التحالف العربي أن يستوعبوا حقيقة الشماليين بشكل عام، وموقفهم من التحالف العربي، فهم لا يقلون حقداً وعداءً للأشقاء عن الحوثي.
ولا مصير لمقارنة مثل هؤلاء المرتزقة مع القوات الجنوبية الصادقة في ولائها ووفاءها للتحالف العربي، ففي الوقت الذي امتزجت فيه تضحيات التحالف والجنوب، كان الشماليون بين متآمر وعميل، إما لصالح إيران أو حليفتها الصغرى قطر، ويشهد بذلك واقعهم اليوم، وماضيهم القريب والبعيد.