جهاد الحجري يكتب:
عجلة التحرير الجنوبية لا تعود للوراء والحرب سجال
تتسابق القوى الظلامية اليوم في استهدافها لدولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تشويه وطمس دورها الخلّاق في الجنوب والمنطقة برمتها.
ويزداد معها حجم التآمر القذر على الجنوب وشعبه للإطاحة به، وإعادته إلى زمن الاحتلال البائس.
فقد اصبحت الإمارات عنواناً لحرية واستقلال الجنوب، وعليهم أن يسقطوها أولاً حتى يتمكنوا من استعادة الجنوب، وتسخير ثرواته إلى جيوبهم مجدداً.
ولذى تتزامن حملات التشويه للإمارات، مع التحشيد والتصعيد العسكري الذي تنفذه شرعية الإخوان في المحافظات الجنوبية المحتلة، فالعدو واحد والجنوب والإمارات يقفان اليوم في مركب واحد، واستهداف احدهما هو استهداف للآخر بلا ريب.
فالمعركة واحدة والمصير واحد، ولن ينال تنظيم الإخوان الإرهابي من أي منهما، فقد تعمّد مصيرهما بالدماء، وعودة عدن إلى حكم الشمال بات في حكم المستحيل.
فما ينتظر قوات الأحمر على أبواب عدن أكبر من تتوقعه مخيلته الصغيرة، فقد تزود رجال الجنوب للمعركة وتشربوا الوطنية والوفاء لعاصمتهم، وسيذودون عنها مهما كلف الأمر.
ومأساة 94 لن تتكرر، لا بنفس الأدوات ولا بغيرها، فقد دارت عجلة التحرير ولن تتوقف إلا بطرد آخر محتل من آخر شبر جنوبي من شرق الوطن إلى غربه.
أمّا بالنسبة للحشود الإخوانية التي تتوافد من مارب، ومعها عدد من وزراء الشرعية المشردين، فليس علامة نصر للاحتلال، بل مؤشر آخر على قرب زوالهم، فالعنتريات المصطنعة لشرعية الوهم، فهي نذير شؤم عليها، وستثبت الأيام حجم وضعف قوات الإخوان على الأرض.
فما يكرره وزراء شرعية الموت من فنادق الرياض، لا يعني بالضرورة أنهم في موقف قوة، وأن سير الأمور يمضي لصالحهم.
فالقوة الحقيقية هي لصاحب الأرض، والشرعية يمنحها الشعب فقط، ولا تتحقق عبر المنابر الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي.
كما أن المجتمع الدولي ملزم باحترام حرية الشعوب، وحقها في تقرير مصيرها، وقد قال الشعب الجنوبي كلمته، وأعلن عن رفضه للاحتلال بانتفاضته الشعبية المستمرة منذ العام 2007 وحتى اليوم.
وكل قطرة دم ضحى بها الشعب في سبيل تحقيق وانجاح ثورته لن تذهب هدراً الا بالترهيب ولا الترغيب، والإقرار منا بمخرجات حوارهم الوطني لا تعنينا، فلم يكن الجنوب جزءً من ذلك الحوار، وليس من المكونات اليمنية المعنية به.
وقد سقطت كل شعاراتهم ورفضتها صنعاء وهي عاصمتهم، فكيف ستقبل بها عدن وهي منهم براء، وقد احتلوها ودمروها ثلاث مرات، وحاولوا مراراً تشويه وجهها الحضاري الجميل بفرض ثقافتهم الشعبوية البغيضة.
ونحن اليوم أمام مشروعين لا توسط بينهما، إما الاستقلال التام لكا أراضي الجنوب، أو الاحتلال التام، وسندافع عن حقنا وأرضنا اليوم، كما دافعنا عنها بالأمس والحرب بيننا سجال أيها الدحابشة.