جهاد الحجري يكتب:
"الأحمر".. يتجه جنوباً ويترك الشمال للحوثي
تسعى ميليشيات الإخوان إلى تعزيز تواجدها في المناطق الجنوبية المحتلة، تاركة الشمال ورائها لصالح جماعة الحوثي المدعومة من إيران. حيث طالبت قيادة المنطقة العسكرية الأولى الخاضعة لسيطرة الأحمر، الرئيس اليمني هادي بتعزيز قوات الاحتلال في وادي حضرموت، عقب انسحاب القوات الإماراتية من مديريتي ثمود ورماه.
حيث يٌخطط الإخوان على إحكام سيطرتهم على المناطق الجنوبية، في قت تشتد فيه وتيرة القتال في المحافظات الشمالية مع قوات الحوثي، وانتهت بسقوط الالاف من الشهداء والجرحى الجنوبيين.
وهنا يكمن التناقض في المشهد الميداني، فحكومة ما يسمى بالشرعية تعمل على الزج بأبناء الجنوب في معارك تحرير الشمال، بينما تتوسع قوات الشمال في الجنوب العربي المحتل.
فالمؤامرة تقتضي إنهاك الألوية الجنوبية التي تنامت بدعم إماراتي في معارك عبثية في الشمال، حتى يتسنى للإخوان الانفراد بحكم الجنوب والسيطرة على ثرواته.
ولقد نجح الإخوان في تنفيذ مخططاتهم التدميرية عبر زرع الفتن بين أبناء الوطن الجنوبي الواحد، مستخدمة الفتاوي التكفيرية بحق القيادة الجنوبية، لكسر الولاء بينها وبين القوات الجنوبية التي ينبغي أن تتبع أوامر المجلس الانتقالي.
فالجانب التعبوي لحزب الاصلاح يشارك على مدار الساعة لإقناع المقاتل الجنوبي للبقاء في الشمال، بينما يتجه بألويته إلى إحكام السيطرة على أرض ذلك المقاتل الجنوبي المغدور.
إضافة إلى ذلك، تستغل ميليشيات الإخوان الانسحاب الإمارتي إلى تثبيت الجماعات الإرهابي المتطرفة الموالية لها في مناطق شاسعة، بعد أن تم دحرها في السنوات الماضية على يد المقاومة الجنوبية المدعومة من الأشقاء في التحالف العربي.
وبالتالي فإن جهود خمس سنوات من مكافحة النخب الحضرمية والشبوانية للإرهاب، ستذهب هباءً، في ظل تنامي قوة الإخوان المسلمين، الراعي الرسمي للقوى التكفيرية.
أما بالنسبة للشمال، فإن جماعة الإخوان ماضية في تسليم الجبهات الواحدة تلو الأخرى لصالح ميليشيا الحوثي.
وتشير الأخبار أن حزب الإصلاح يبحث اليوم عن معقل بديل عن مارب، بعد أن اتسعت شهية الحوثي شرقاً، وبدأ يطمع في انتزاعها من قبضة الإخوان، وهو أمر سهل بالنسبة لميليشيا الحوثي التي تعودت على إخضاع تنظيم الإخوان بأبسط وأسهل الطرق.
كما أن جماعة الإخوان نفسها لا تشعر بانتماء حقيقي لمارب، فهي قريبة جداً من الحوثي ووله فيها حاضنة شعبية كبيرة، ما يؤكد أن مصير الإخوان مجهول داخل المحافظة.
وعليه فإن توسعها جنوباً هو البديل الآمن، لبعدها عن الحوثي، وانعدام شعبيته فيها.
وحتى تستقر أوضاعها في الجنوب، لابد من قطع الطريق أمام الاستقلال، وإغراق المجلس الانتقالي الجنوبي في دوامة من المفاوضات والفوضى في آن واحد.
أي أننا أمام إمارة إخوانية في الجنوب موالية لتركيا، التي بدأت برسم ملامح مشروعها الاستعماري في المنطقة، على غرار المشروع الإيراني في الشمال.
إلا أن تربة الجنوب تختلف تماماً عن تربة الشمال، فاليمن تاريخياً امتداد للفرس، وفيه اقاموا دولاً متتالية، أما الجنوب فهو عربي عصي على الأتراك والفرس معاً، ولن تنجح أموال دويلة قطر في تدجين شعب الجنوب وترويضه لصالح الاحتلال، فهنا شعب لا يقبل الهوان، وسيرحل منه الغزاة عاجلاً أم آجلاً.