جهاد الحجري يكتب:

اتفاق الرياض لصالح الجميع وليس مظلة لمهاجمة الإمارات

ينظر الجميع إلى اتفاق الرياض كل من زاويته وحسب وضعه الخاص في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الجنوب، والمنطقة برمتها.
فالمجلس الانتقالي ، وهو الممثل الشرعي لشعب الجنوب، يأمل أن ينتهي التصعيد الإخواني ضد أراضيه، وأن يحقق لشعبه ولو بعضاً من طموحه وثرواته التي تذهب هدراً، ولصالح الغزاة منذ ثلاثة عقود.
وقد أكدت قيادة الانتقالي مراراً التزامها باتفاق الرياض حرفياً، فهو اختار منذ البداية أن يلتزم بمسار التحالف التحريري للمنطقة، ولم يكن منذ تأسيسه عائقاً أمام أي أنشطة دولية أو محلية لمكافحة الإرهاب والتوسع الاجنبي في المنطقة.
فمصلحة الجنوب أرضاً وإنساناً هي من مصلحة الأشقاء في دول التحالف ، أمنه واستقراره جزء مكمل لأمن واستقرار المملكة والإمارات، الراعيتين الرئيستين للسلام في الوطن العربي.
وسيلعب الانتقالي دوراً بارزاً اليوم في مكافحة الفساد والإرهاب، الذي تمارسه سلطات الاحتلال، وجعلت منه ثقافة عامة سعت إلى ترسيخها حتى لدى الجنوبيين.
ولكن إذا كانت مصلحة الانتقالي في الاستقرار، فمصلحة غيره في الفوضى ، فهو يدفع بتأجيج الأوضاع الأمنية والسياسية حتى لا يفقد امتيازاته التي فرضتها دوامة العنف المستمرة منذ سنوات.
وقد عمدت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، إلى الاستثمار علناً في الفوضى، وهي اليوم تسلط كل أبواقها الإعلامية لمحاربة اتفاق الرياض، والعبث بمخرجاته حتى لا تكتمل نتائجه، ويبقى الوضع القائم على حاله في المستقبل.
يشاركهم في ذلك كل من يؤيد احتلال الشمال للجنوب، ويرى في عدن مجرد منتجع شمالي ليس لأهلها أي حقوق، ولا يتمتعون بأي امتيازات سوى ما جاد به الشمال على الجنوب من ثروات الجنوب نفسه.
وقد بدأت كتائب الإخوان في بث سمومها في أوساط الجنوبيين بداية من شبوة، حيث تحشد كل طاقاتها هناك لمحاربة الانتقالي وتصفيته من المحافظة، لأنها تدرك أن بقاءه قوياً ومتماسكاً سيعرقل أطماع التنظيم الدولية.
ولا جديد على الأرض غير الاقصاء الممارس منذ عقود، وتصريحات وزراء الشرعية من المناطق المحتلة في الجنوب خير دليل على ذلك.
فحزب الإصلاح اليوم يستنسخ مرحلة ما بعد احتلال الجنوب سنة 94، ويتعامل مع الأهالي في مناطق سيطرته بأسلوب قمعي وعدواني يؤكد قبح نواياهم ليس فقط مع الجنوب، بل حتى مع قيادة المملكة العربية السعودية، كونها الراعي الرسمي لاتفاق الرياض.
كما أن ما حدث من إرهاب إخواني في محافظة أرخبيل سقطرى، يؤكد أن الشرعية لم تغير من نهجها الإرهابي ضد الاشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حتى لو كانت استفزازاتهم تستهدف طائرة مدنية محملة بالجرحى.
فالإمارات جزء أساسي من التحالف ، ولا يقبل الجنوب بأي حال من الأحوال وسمها بالاحتلال، سواءً قبل أو بعد اتفاق الرياض الذي لم ولن يكون مظلة لاستهداف دولة الإمارات العربية المتحدة، والتقليل من مهمتها الإنسانية في الجنوب والشمال على حد سواء.