جهاد الحجري يكتب:

رعاة الإرهاب يفعلون أوراقهم للهرب من اتفاق الرياض

التعنت والمماطلة، إضافة إلى التصعيد العسكري على الأرض، هي أبرز ما يميز موقف الإخوان وشرعيتهم المهترئة في الوقت الخاضر.
فمن جهة يصورون قبول الانتقالي الجنوبي بالتوقيع على اتفاق الرياض بأنه هزيمة سياسية منكرة لممثل الجنوب الشرعي، وأن الإخوان انتصروا ايما انتصار بإجبار الانتقالي على ذلك التوقيع.
ومن جهة أخرى يفرون من التوقيع على الاتفاق، ويفتعلون الحجج الواهية في سبيل تأخير ذلك، وهذا يثبت أن الاتفاق في صالح من هو ملتزم به وليس في صالح من يهرب عنه.
فاتفاق الرياض يشكل هزيمة لكل الفاسدين في حكومة الشرعية، ولأن النافذين في تلك الحكومة هم تنظيم الإخوان فهم وبلا شك أبرز الخاسرين فيما لو تم تنفيذ بنود الاتفاق حرفياً.
والسبب أن مفاوضات جدة تمخضت باتفاق يشترط محاربة الفساد ومكافحة الإرهاب، وهذا في حد ذاته إهانة للجنرال محسن وزمرته الذين مردوا على الفساد، وأصبحوا لا يطيقون العيش بدونه.
كما أن مكافحة الإرهاب هي مكافحة الإخوان وفكرهم الشيطاني الذي لا يؤمن بغير عصابتهم الاجرامية، ومن الطبيعي أن لا يقبل الإخوان باتفاق يرون فيه حتفهم.
ولأنهم لا يجرؤون على قول الحقيقة، ومعارضة الاتفاق في العلن، فقد لجأوا إلى تأجيج الأوضاع على مختلف الأصعدة، وأبرزها ما أقدمت عليه ميليشيات الإخوان وأخواتها من تحركات مسلحة في مديرية أحور بمحافظة أبين.
وقبل التصعيد في أبين، كان هناك تصعيداً آخر في سقطرى، تمثل في إجراءات تعسفية وفاسدة يقوم بها المحافظ الإخواني رمزي محروس، بحجة محاربة الإمارات ودورها النبيل، بعد أن قدمت للجزيرة خلال فترة وجيزة، مالم تقدمه الحكومات الشمالية الفاسدة على مدى عقود.
ولم يخل ذلك التصعيد الميداني، من حملات إعلامية مضللة تسعى لتشوية سمعة أبناء الجنوب، والنيل من وحدتهم، بعد أن أدركت قطر أن مشروعها لا يستتب وهناك حس وطني في الجنوب.
وقد تجلت ملايين قطر في ما يقوم بها وكيلها اليوم في أبين، وما تبثه وسائل إعلام الإخوان من سموم، حتى تكون لهم الغلبة ويفشلون مشاريع السلم والتنمية التي جلبتها الإمارات للمنطقة.
فالاستقرار الذي تنشده الجماهير الجنوبية، ويحلم به الفقير والغني على حد سواء، يرى فيه الإخوان وشركاؤهم في الفساد نهاية مأساوية لكل مصالحهم الخاصة أو الفئوية الضيقة، فلا تلوموهم على تنكرهم لكل دعوات السلام، وهرولتهم إلى إشعال الصراعات والفتن وقتل النفس التي حرم الله حتى يستأثروا بثروات شعب الجنوب.
ولذلك نناشد التحالف العربي بقيادة المملة العربية السعودية على ضرورة استئصال الإرهاب من منابعه، ودحر تنظيم الإخوان الذي لا تقل عدواته للمملكة عن عدواته للجنوب.
وقد تأكد للجميع أن محافظة مأرب اليمنية قد تحولت إلى بؤرة لاحتضان ورعاية الإرهاب، وتصديره إلى كل دول المنطقة، وفي حال تم تجاهل ذلك الدور الإخواني التخريبي، فإن حمى الإرهاب ستنتشر انتشار النار في الهشيم، وكلما تأخرت عملية مكافحة الإرهاب، كلما ازدادت صعوبة في المستقبل.