جهاد الحجري يكتب:
توجس وهذيان إخواني مع اقتراب التوقيع على اتفاق “الرياض”
تقترب قيادة المجلس الانتقالي من توقيع اتفاق الرياض السياسي الذي طال انتظاره، وبإتمام تلك الخطوة تنتهي دوامة الفساد التي تعصف بأموال التحالف منذ خمس سنوات وحتى اليوم.
فقد مثلت عاصفة الحزم بالنسبة لبعض الأطراف الشمالية صيداً ثميناً جنوا من خلاله المبالغ الهائلة، واستغلوا دعم التحالف السخي في انشاء قوات مسلحة ذو توجهات فئوية مناهضة لما أعلنته العاصفة من أهداف.
وقد تمكن حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في الاستئثار بمجمل ذلك الدعم، وتطويعه في سبيل قضاياه الحزبية الضيقة، خدمة لفساد الجنرال الأحمر، وإفشالاً لعاصفة الحزم بطلب من قطر وتركيا.
وقد تمكن إخوان اليمن بحكم أنها الجماعة الأكثر تنظيماً من التحكم بمسار حكومات الشرعية المتعاقبة، وجعلها تصب في خانة واحدة هي المصلحة العليا لحزب الإصلاح، ولو على حساب تجويع الملايين من البسطاء.
وبجرائمهم تلك، تعمّدت قيادة الإخوان إفشال مهمة التحالف العربي في اليمن، عبر حرف مسار العمليات الميدانية، ونسب خروقاتها إلى التحالف من جهة أخرى.
كما سلطت أبواقها الإعلامية ضد كل أهداف التحالف النبيلة، وصورت لحلفائها وخصومها أن المملكة والإمارات جاءتا لتحتل البلاد، وأن مأساة اليمنيين مرهونة بإخراج ذلك التحالف من المشهد السياسي اليمني.
وفي ذلك التشويه الإخواني المتعمد مفارقة عجيبة، فهم أول من هلل وفرح بقدوم التحالف، وحاولوا من خلاله إقصاء كل من يختلف معهم في الرأي والعقيدة، وحتى يتسنى الاستئثار بما يقدمه التحالف من دعم لإعادة ما دمره الحوثيون في البلاد.
ولم تسقط أقنعتهم إلا بعد أن أدركوا أن التحالف غير مستمر في تقديم الدعم غير المشروط، وأن لا حياد عن أهداف التحالف المعلنة في بداية العاصفة.
وهناك يكمن سر الإخوان وجنرالهم العجوز، فأهداف التحالف تتمثل في القضاء على المد الإيراني في اليمن، وهو ما لا ترتضيه تركيا وقطر، وبالتالي لا ترتضيه الجماعة.
فالقضاء على الحوثيين يتطلب جهداً ميدانياً لا يطيقه سكان الفنادق الفارهة، فقد تعودوا على التنظير وتلقي الأموال بدون مقابل، وفي حال أصر التحالف على المضي في المعركة، فإن أموال قطر ليست ببعيدة، وسيتم تجييرها لكيل الشتائم والإهانات لقيادتي المملكة والإمارات، وهما البلدين العربيين اللذين أتيا لإنقاذ ما يمكن انقاذه من شرعيتهم المهترئة.
فالشرعية ذاتها ليست إلا وسيلة للتكسب في نظر أصحابها، وهم اليوم يحشدون كل طاقاتهم في سبيل منع اتفاق الرياض، لأنهم يعلمون أنه سيجتث فساد الشرعية من الداخل، وسيحقق ما عجز الإخوان عن تحقيقه.
وقد قالها منظرو الإخوان والشمال علانية، لا نريد اتفاقاً يحرمنا من الجنوب وثرواته الوفيرة، وأن ما بعد الرياض واتفاقها ليس كما قبلها، ولا غرابة أن نراهم وهم يقدحون في المملكة وقيادتها الحكيمة لأنها فقط ترعى اتفاق مصالحه وإصلاح في الوقت ذاته.
وتكمن خطورة الوضع القائم اليوم، هو أن يرمي أعداء اتفاق الرياض بكل ثقلهم باتجاه المشروع الإيراني علانية، كما فعل نظام عفاش سابقاً بعد أن جردته المبادرة الخليجية من كل الامتيازات التي حظي بها على حساب شعب الجنوب وثرواته.
فأحزاب الشمال عروبية بالمصلحة وحسب، وستعود إلى جذورها الفارسية بمجرد أن تنقطع مصالحها مع العرب الأقحاح في المملكة والإمارات.