جهاد الحجري يكتب:
“محاربة الإرهاب” ترعب الإخوان من اتفاق الرياض
منذ لحظة التوقيع على اتفاق الرياض وحتى تصريحات الدكتور ناصر الخبجي لوكالة سبوتنيك، والإعلام المضلل يشن حرباً على المجلس الانتقالي الجنوبي، تمحورت في مجملها حول تخليه عن قضيته المركزية المتمثلة في استقلال الجنوب.
إلا أن رد الدكتور الخبجي كان مفحماً لتلك الأصوات، ومطمئنا في الوقت ذاته للجماهير الجنوبية المتوجسة من الاتفاق.
فهو محطة مرحلية في طريقنا للاستقلال، ولا مزايدة على الوطن الجنوبي القادم لا محالة.
ولكن الطريق إلى ذلك يفرض علينا القبول بمثل تلك المحطات، مع شركاء الجنوب في التحالف العربي، كون استقرار الجميع مرتبط باستقرار الجنوب.
وبالنسبة لنا ، فهمنا من الاتفاق أولاً وأخيراً هو نصرة التحالف العربي من الإرهاب القادم من شمال اليمن، والذي بدأ يعصف بالمنطقة برمتها، ولن يتحقق ذلك بدون رغبة وإرادة الأطراف الشمالية بشكل عام.
فالإرهاب الذي يهدد الجميع في جوهره شمالي، وبقية الأطراف متضررة من ذلك، وعلى الشماليين أن يعوا بأنهم الخاسر الأكبر في حال فشلت مخرجات الاتفاق.
وقد انطلقت عاصفة الحزم قبل خمس سنوات لتجتث الشمال والجنوب على حد سواء من براثن الإرهاب والاحتلال، فنجح الأخير بفضل نواياه الصادقة، بينما فشل الأول لعدم جديته، ولإيمانه بأن بقاء إيران في اليمن هو مصدر لابتزاز المملكة وأموالها.
وقد جاء اتفاق الرياض ليصحح مسار ذلك الفشل، عبر إقصاء الإرهاب بشقيه، ولتجاوز وإقصاء الأطراف المعرقلة لهزيمة الحوثي.
فالمملكة اليوم تدرك أن محاربة الإرهاب لا تتم بإرهاب آخر، وأن أخطر أشكال الإرهاب، هو الإرهاب المتدثر برداء التحالف، ويزعم زوراً وبهتاناً أنه مع محاربة إرهاب إيران في اليمن.
وما كان للحوثي ومن معه أن يصمدوا طيلة خمس سنوات، لولا تواطؤ تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يقف إلى جانب التحالف علناً ويحاربه في السر.
وقد أحس الإخوان بما يعنيه اتفاق الرياض من خطورة عليهم، وبادروا بمهاجمته قبل توقيعه، وشنوا عليه ولايزالون هجمات استباقية بغرض ثنيه عن مكافحة الإرهاب والفساد.
وما أقدموا على ذلك إلا لعلمهم بأن تلك العبارة تعنيهم هم بالذات، ولا غرابة في أن يسعوا ليل نهار لإبطال مفعول الاتفاق في السر والعلن.
وما تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة اليوم من قمع وتنكيل بالأهالي ليس إلا دليلاً آخر على أن عرقلة الاخوان للاتفاق ليست فقط في الإعلام، بل وتعدت ذلك على الأرض.
والهدف هو استفزاز الانتقالي واجباره على تفجير الوضع عسكرياً حتى يقال أنه من دبر فشل الاتفاق.
وفي حال تجاهل الإخوة في المملكة تلك التعسفات ضد الأهالي في الجنوب، فسيستمر الإخوان في حملاتهم القمعية، وستشتد وتيرتها بحجج واهية ومختلفة، ولن يردعهم عن ذلك الإجرام إلا التحرك الجاد والتشديد من قبل التحالف، وهو ما أكده الكاتب الكويتي أحمد الجارالله.
فالإرهاب لن يردعه إلا الإرهاب المضاد، والإخوان لا يأتمرون بأمر يخلو من العنف، مالم فإن مصير اتفاق الرياض سيشبه مصير “المبادرة” التي استغلتها الأطراف الشمالية لدعم الحوثيين نكاية بالمملكة.