جهاد الحجري يكتب:
ذهب الجنوب.. نهبه حكام وعصابات الشمال وحمته الإمارات
يقال بأن الصراخ يأتي على قدر الألم، وعلى قدر هزيمة إخوان اليمن يكون عويلهم ضد الإمارات العربية المتحدة، وجيشها العظيم الذي استنقذ الجنوب من براثن الاحتلال الشمالي البغيض.
ولأنهم يكذبون كما يتنفسون، فهم كل يوم يخرجون ضد حكام الإمارات بترّهة جديدة، تكشف فقط مدى حقدهم ، وقدر الوجع الذي تلقوه على يد رجالها الأبطال.
ومع كل تهمة يوجونها للإمارات، يكشفون عن أحد وجوه فسادهم المستشري طيلة حقبة الاحتلال الممتدة على مدى ثلاثة عقود، وآخر فضائحهم تلك، هي “ذهب حضرموت” الذي كان إلى ما قبل تواجد الإمارات حكراً على زمرة الاحتلال، وليس من حق أي من أبناء الجنوب حتى مجرد العلم بما تمتلكه بلاده من ثروات.
ولأن عصابات النهب تدرك أن تلك الثروات عادت لأهلها، ولا مجال لنهبها مجدداً، فهم يرمون بالتهمة على غيرهم، هرباً من تبعات الملاحقة القانونية، كما هي عادة اللصوص في كل زمان ومكان.
ف”ذهب حضرموت” الذي يتباكون عليه ويتهمون الشرفاء في الإمارات بنهبه، هم من نهبوه طيلة حقبة الوحدة، ولم يتحرر إلا بعد أن تحرر الجنوب من رجسهم على يد أبطال زايد الأحرار، وتحديداً بعد عملية “الفيصل” التي حررت مناجم الذهب الحضرمية قبل أقل من عامين، ودشنت مرحلة جديدة، عنوانها “عودة ثروات الجنوب لأهل الجنوب”.
وبعد عملية التحرير لثروات حضرموت فقط، علم الجنوبي حجم ثرواته من الذهب وعدد المناجم في محافظة حضرموت وحجم انتاجها السنوي من الذهب.
والأسوأ من ذلك معرفتنا بأسماء اللصوص وعصابة الفيد القادمة من الشمال، والتي استأثرت بكل تلك العائدات وحرمت أبناء المنطقة حتى من أبسط الخدمات الأساسية.
وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام جنوبية نقلاً عن خبراء أميركيين، فإن مناجم حضرموت انتجت خلال زمن الاحتلال سبعة عشر مليون أوقية من الذهب، سعر الأوقية الواحدة الف وخمسمائة دولار في السوق العالمية.
وتتوزع المناجم وثرواتها كتالي:
منجم M1 وينتج نحو مليون أوقية من الذهب في السنة.
منجم M2 وينتج 1.2 مليون أوقية في السنة، وهو أكبرها.
ويعتبر منجما M1 و M2 هم الأكبر والأكثر انتاجاً وتملكهما شركة تابعة لأسرة عفاش بالشراكة مع شركة جنوب إفريقية.
منجم M3الإنتاج: 488 ألف أوقية وهو هو جزء من عمليات كبرى للبحث عن الذهب في صحراء حضرموت، وتمتلكه شركة تابعة للجنرال علي محسن وحميد الاحمر.
منجم M4معدل الإنتاج: 5.1 آلاف أوقية هو منجم آخر تمتلكه شركة يملكها كل من عبدالوهاب الانسي ومحمد اليدومي. ومنذ 1997، أنتجت الشركة أكثر من 4.5 ملايين أوقية من الذهب.
منجم M5 هو منجم للذهب والنحاس، وأحد من اهم المناجم المملوك لشركة يملكها اثنان من أثرياء الشمال والمقربين من الرئيس السابق، وهما فارس مناع وشاهر عبدالحق، وقد بدأ الانتاج فيه عام 1998.
منجم M6 بمعدل انتاج: 440 ألف أوقية سنوياً وتمتلكه أسرة عبدالله حسين الأحمر بالشراكة مع شركة تركية، وبدأ إنتاجه عام1995.
منجم M7 وتقوم شركة تركية بالبحث والاستكشاف والاستخراج وتملك 30%والبقية يملكها رجل الاعمال حميد الاحمر والتي قامت بتصدير 6.7مليون اوقية 11 يناير 2015.
منجم M8 ينتج 490الف أوقية وهو الوحيد الذي تملكه المؤسسة الاقتصادية اليمنية بعد أن قامت بتأميم كل المؤسسات الجنوبية وبعض المصانع وقامت بتحويل اصول مالية وعقارات ومزارع وقطاعات نفطية إلى حسابها.
وتجدر الإشارة أن نعمان دويد صهر عفاش كان على رأس تلك المؤسسة حتى العام 2011.
تلك البيانات ليست إلا غيضاً من فيض نهب حكام الشمال وعصابات الإخوان لثروات الجنوب، منذ احتلاله عام 1994، ولا تزال الكثير من المعلومات غامضة حول ثروات الجنوب الطبيعية بما فيها قطاعي النفط والغاز.
وما نشهد اليوم من صراخ لتلك العصابات ومهاجمتها للقيادة الإماراتية ليس إلا نتاج تحرير تلك الثروات وإعادتها لملاكها الحقيقين في الجنوب.
وينبغي اليوم على كل جنوبي حر وشريف أن يشارك ما بحوزته من معلومات عن نهب الثروات الجنوبية، وفضح عصابات الفيد الشمالية، ليعلم العالم كله حجم المعاناة التي تعرض لها الجنوبيون يوم أن قبلوا بالشراكة مع الشمال عام 1990، ولا نزال ندفع ثمنه حتى اليوم.