جهاد الحجري يكتب:

طابور الاحتلال يكثف أنشطته الخفية بعد فشله العسكري

خطورة أعداء الانتقالي اليوم لا تتمثل في المواجهة المسلحة التي أثبت الجنوبيون أنهم أهل لها، بل في ضرب الشارع الجنوبي من الداخل، وتأجيجه ضد نفسه.
وما حدث دار سعد والشيخ عثمان إلا نتاج جهد جهيد من الحرب المبطنة التي تصوّر الجنوبي بأنه ألد أعداء الجنوبي الآخر، وهذه سياسة استعمارية قبيحة، دأب عليها حكام الشمال منذ نظام عفاش وحتى نظام الإخوان، وكلاهما وجهان لعملة واحدة فيما يخص عداوتهما للجنوب.
وقد استغل الطرفان التهدئة التي رافقت حوار جدة لبث سموهم في أوساط المجتمع الجنوبي، وعملوا عبر آلة إعلامية ضخمة ومتعددة المحاور من أجل تفكيك بنية الشعب الجنوبي الواحد.
والحقيقة أن هناك تبادل أدوار واضح بين طرفي العداء للجنوب، ففي حقبة نظام عفاش، سخر النظام الحاكم جماعة الإخوان الإرهابية لتصفية وقتل قيادة الحزب الاشتراكي ورموز المقاومة الوطنية ضد الاحتلال.
واستخدم الإخوان كل الصلاحيات التي سخرها لهم نظام الهالك عفاش لطمس الهوية الثقافية والوطنية لشعب الجنوب، وعززوا ذلك باستخدامهم الرخيص للدين، وتجييره لهدم دعائم المجتمع الجنوبي.
واليوم يرد العفافيش الجميل للإخوان بعد أن تغيرت قواعد اللعبة، فأصبح الأخواني هو السلطة وهو من يستخدم الآخر في سبيل تثبيت الاحتلال المشترك لأرض وثروات الجنوب.
وقد حول طابور الاحتلال الخامس العاصمة عدن إلى مسرح لترويج الشائعات المحرضة ضد الانتقالي بهدف ترسيخ مفهوم فشله لدى قواعده وجمهوره.
ولم تخل حملاتهم المغرضة تلك من محاولات لتسويق حنين زائف لزمن عفاش البغيض، وتصويره بالأمثل خلال تاريخ الجنوب.
ويشارك في ذلك الطابور صف طويل من عملاء الأمني السياسي والقومي في عدن، وينتمون إلى مختلف الفئات المجتمعية والمهنية، ابتداءً من الصحافة وانتهاءً بسواقي الحافلات.
ولأن عدن مدينة التعايش، فقد قبلت الجميع وتسامت فوق جراحها، إلا أنهم لم يقدروا ذلك الجميل وصوبوا لها الطعنات الواحدة تلو الأخرى.
وقد تجلت تآمراتهم في ما نشهده اليوم من فوضى في بعض مناطق عدن، وفي عمليات الفساد والنهب التي تمارسها قوى محسوبة على الاحتلال، حتى لو تغطت برداء الجنوب.
وليس أمام الانتقالي اليوم إلا الحذر وردع كل الاصوات النشاز في المجتمع، وعدم السماح لعناصر الطرفين من التغلغل في المجتمع العدني على حساب أمن وسلامة أهلها.
كما المجتمع الجنوبي في عدن بالذات مخاطب اليوم بتغليب المصلحة العامة على المصالح الضيقة، واعطاء الأمن الأولوية القصوى ولو على حساب بعض المصالح والكماليات.
فالمؤامرة كبيرة واحباطها لن يتم دون تعاون الجميع قيادة وشعباً، وعلى كل فئات المجتمع أن يتجندوا في سبيل وطنهم من أجل أمن ومستقبل أبنائهم.
وتأكدوا أن الجنوب لن يحميه إلا أبناؤه، أما أذناب الاحتلال فهم عابرون، وسيرحلون عن عدن عاجلاً أم آجلاً، كما أن مؤامراتهم مكشوفة وستسقط على يد رجالات الجنوب، وعلى مختلف الاصعدة.