جهاد الحجري يكتب:
الإرهاب والفساد يعودان بعودة الشرعية إلى عدن
ليست صدفة أن يترافق قدوم معين عبدالملك إلى عدن، مع انتعاش حمى الإرهاب والفساد وانقطاع الخدمات العامة عن السكان.
فعودة حكومة الشرعية مثلت انتصاراً معنوياً لدعاة التدمير والإرهاب، واستعادوا بها بعضاً من الثقة التي فقدوها منذ تحرير العاصمة في أغسطس الماضي.
ورداً على من يتهم المقاومة الجنوبية ممثلة بالانتقالي بافتعال تلك الأزمات بهدف افشال الحكومة، نذكرهم بحجم الفوضى التي رافقت الاجتياح الارهابي للمحافظات الجنوبية في أواخر أغسطس الماضي، عندما خرج الفوضويون إلى شوارع عدن وقطعوا الطرقات وروعوا السكان، تمهيداً لإسقاط العاصمة من الداخل لصالح جحافل الإخوان القادمة من مارب والمحافظات الشمالية.
وتواجد مثل الطوابير العميلة داخل عدن لا يمثل انتصاراً للشرعية بقدر ما يثبت أنها تنتهج الإرهاب في سبيل تحقيق أغراضها السياسية التوسعية.
وبإعادة تفعيل ورقة الإرهاب والفوضى اليوم داخل عدن بالتزامن مع عودة الحكومة، يؤكد مجدداً أن تلك الشرعية لا تسعى للتهدئة وتطبيع الأوضاع، بل رعاية الفوضى حتى يقال فشل الاتفاق والجنوبيون هم السبب.
وبتقديم الأعذار والحجج تكون حكومة الإخوان قد راهنت على فشل “الرياض” ورمت بثقلها في سبيل مناهضة ما توصلت إليه من تفاهمات مع الانتقالي الجنوبي، وهي منهجية استباقية للفشل، اعتادت عليها القوى السياسية الشمالية للتملص من التزاماتها، والتكسب من وراء الدمار.
تاريخ تلك القوى الشمالية القريب يثبت أنها لم تلتزم قط بأي اتفاق وقعت عليه، بما فيها اتفاق الوحدة الذي تآمر عليه عفاش والإخوان، وقاموا بتصفية القيادات الجنوبية في صنعاء إبان الحقبة البغيضة.
كما يثبت تاريخ تلك العصابات الإجرامية، أن الفوضى الأمنية، هي الوسيلة التي يراهنون عليها من أجل الهرب من التزاماتهم، وما نراه في عدن إلا ضربات استباقية لمرحلة جديدة لا تختلف في مجملها عن المراحل التاريخية لحكام وعصابات الاحتلال.
وعن الجانب الخدمي فحدث ولا حرج، فالكهرباء والمياه أصبحت عملة صعبة داخل العاصمة، واصبح الحصول عليها أصعب من الحصول على الأمن.
ويتعذر مسؤولو الشرعية المتواجدون في عدن من قبل عودة الحكومة، بغياب الأمن لتبرير فشلهم في القيام بواجباتهم الطبيعية التي لا يحتاج إتمامها إلى تدخل الجهات الأمنية.
كما أن الترويج لثقافة البسط والنهب القادمة من الشمال على أشدها في هذا التوقيت الحساس، والهدف منها تشويه سمعة المجتمع الجنوبي المتحضر، وجعله وخصومه الشماليين في منزلة سواء، وذلك ليس إلا جزءً من الاحتلال الثقافي الذي استمر في عدن طيلة حكم عفاش على الجنوب.
والاخطر من كل ما سبق هو الاستفزازات الإخوانية على الصعيد الأمني، حيث دارت اشتباكات عنيفة مؤخراً في عدن، واضطرت قوات الأمن إلى التعامل معها بحزم قبل أن تتوسع ويطول أمدها.
وباستدراج أمن العاصمة إلى دائرة المواجهات، تسعى حكومة الشرعية إلى وسم الانتقالي بالعنف والفوضى، عبر اتهامه بإشعال الصراعات المسلحة التي تتجاهل حقيقة من أشعلها، ولصالح من فعل ذلك.
مسلسل الإرهاب والفوضى والفساد، هو بشكل عام منتج شمالي إخواني، ولا يجيد تفعيله أي طرف آخر أكثر من صناعه الحقيقيون، وهم بذلك يرسمون نهايتهم الوشيكة في عدن، كما سبق وفعلوا من قبل في الأول من أغسطس الماضي.
فمن يراهن على الإرهاب يخسر المعركة برمتها، وقد بات مكشوفاً حجم التآمر الاخواني ليس على الجنوب فقط، بل على المنطقة العربية بما فيها دول التحالف العربي.