جهاد الحجري يكتب:

هادي على خطى عفاش في تآمره على المحافظة الخامسة

يمضي الرئيس عبدربه منصور هادي على خطى سلفه المخلوع في معاداة الجنوب أرضاً وإنساناً، متجاهلاً ما حل بالأول وكيف أوصلته عداوته تلك، إلى مزبلة التاريخ.
فحضرموت التي يصر هادي اليوم على تجزئتها، هي صمام القضية الجنوبية، ولن تغرد هي أو غيرها من المحافظات خارج سرب الجنوب العربي الصامد.
وننصح خليفة عفاش أن يقرأ جيداً التاريخ الجنوبي والحضرمي بالذات، ليعلم كيف أن الحضارمة يتوحدون ضد عدوهم ويتركون خلافاتهم جانباً مهما عظمت في سبيل كسر إرادة الغاصب المحتل.
أما بالنسبة لتنظيم الإخوان، الحاكم الفعلي لما يسمى بالشرعية ورئيسها، فعليهم أن يراجعوا حساباتهم جيداً قبل أي خطوة استفزازية أخرى بحق أبناء الجنوب.
فحضرموت التي تناصبونها العداء اليوم ستظل جنوبية موحدة، ولم تكون في يوم من الأيام جزءاً من إقليم سبأ الذي يندرج ضمن مشروع “اليمن الاتحادي” المرفوض جملة وتفصيلاً.
كما أن إمارة الإخوان الموعودة في شبه الجزيرة العربية لن تتحقق بشكل عام، طالما وهناك أمة ترفض الخنوع للإرهاب ومشاريعه التدميرية ضد الأمة.
وقبل أن يتوجهوا إلى الجنوب، عليهم أن يدركوا أن رماله وصخوره لن تكون أرحم لهم من أرض الشمال التي أتوا منها وفشلوا أن يقيموا فيها دولتهم، بعد أن تخلى عنهم شركاؤهم التقليديون في السلطة.
وعلى الأحمر وعصابته أن يبحث عن وطن قومي للإخوان بعيداً عن أرض الجنوب وشعبها، فليس ثمة هنا من يتعاطف مع أحلامهم القاتمة البغيضة.
أما عن رهانهم على إثارة النعرات المناطقية بين سكان وادي حضرموت وساحله، فبعيدة عنهم كما بعدت على عفاش، الذي أسرف في تغذية مثل تلك الصراعات، وأنفق عليها في وادي حضرموت أكثر مما أنفق على التنمية، وكان مصيرها الفشل الذريع وإلى الأبد بإذن الله.
إن سنوات حكم الاحتلال للمحافظة الجنوبية الخامسة، وكما يعلم الجميع كانت مكرسة لزرع الفتنة الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد، ولا تقل عن تلك المؤامرات التي استهدفت أبناء المثلث، ولم تزدهم إلا حمية وغيرة على أرضهم وعرضهم، وهاهم اليوم يسطرون أعظم البطولات في مختلف الجبهات ليحموا تراب الجنوب من عودة الاحتلال وحكم الأنذال.
ولم ولن يكون غيرهم من أبناء الجنوب بمعزل عن تضحياتهم العظيمة، فالصف واحد والقضية واحدة، والجميع مصطفون تحت رايتهم التاريخية، لردع كل من تسول له نفسه المساس بأرض الجنوب.
ولن تكون مؤامرة حضرموت إن مضوا فيها، إلا بداية للعاصفة الجنوبية التي ستبدأ من حضرموت، وتمحي معها بقايا الاحتلال من كل المحافظات الجنوبية.