جهاد الحجري يكتب:

يا زمان الوصل بالقلوعة (مقال ساخر)

الله على زمن الإرهاب الجميل في شوارع عدن، يوم كنا نقتل هذا الجنوبي بتهمة الردة، وننهب ذاك لمجرد أنه يمتلك منزلاً انيقا.
كان ذلك قبل ظهور العصابات الجنوبية التي تدعيّ احقيتها بأرض الجنوب، لمجرد أنها تنتمي إليه، ويساندها في تلك المطالب الحاقدة، دولة يقال لها الإمارات، ولا ندري لماذا تمقت هي الأخرى تواجدنا في الجنوب، وتنكر أحقيتنا في البسط على ثرواته.
ربما هو الحقد، وربما الحسد، فكثير من الناس يبغظون الميسرين وأصحاب الأموال، ويكرهون أن يروننا ننعم بخيرات الآخرين، ويصرون على تعكير مزاجنا وتكدير أوقات راحتنا الطويلة.
ولا ندري بأي منطق يطالبوننا باستعادة دولتهم، وكف أيدينا عن ثرواتهم التي لولانا ما استفاد منها أولادنا، وطافوا بها في مدن العالم بحثاً عن الملذات والمرح.
إننا نعيش  في زمن الغدر والتنكر لتضحيات الطيبين، فكيف ينسى ذلك الجنوبي البائس أننا من حررناه من شقيقه الأعزل، وزرعنا بينهم العداوة والبغظاء حتى يتسنى لهم أن يتركونا في حالنا، ننهب ونبسط على حقوقهم كيفما شئنا، وكيفما شاء ولي نعمتنا الزعيم عفاش، ذلك الرجل الطيب الذي أباح لنا بيوت الجنوبيين نهبا، وكافأنا بسخاء بعد كل مرة ننجح فيها من تخليص مواطن جنوبي من حياته.
لقد كانت فعلا أيام العز، يوم توحدنا جميعا وسرنا قوافل باتجاه عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، وقمنا بنهبها الواحدة تلو الأخرى على حي حي، وشارع شارع، وزنقة زنقة. ولم نترك خلالها شيئا هناك إلا وحررناه من أهله، وقمنا بتأميم الممتلكات العامة والخاصة للصالح العفاش، وللاحمر العظيم، وبقية الحمر العطاش. 
وكم يؤلمنا ونحن نرى تلك الراية التي مزقناها في 94، وقد عادت لترفرف فوق سماء عدن من جديد، ونحن نرى الجنوبي يتحدث عن قرب الاستقلال واستعادة دولته المحتلة، التي حررناها نحن منه في يوم من الأيام. 
           
لقد مات عفاش، مات بحسرته بعد أن عجز عن إحتلال الجنوب مرة أخرى، ووقف في وجهه ثلة من المجرمين يطلقون على نفسهم مقاومة، وكأن عفاش كان محتلا.
آه أيها الأوغاد، لقد خذلتم الشرعية بتحرير أرضكم، وتخليتم عن كل مبادئ الشرف والرجولة برفعكم لعلم الجنوب.
لقد مضت أيامنا هناك بلا رجعة، ولا أمل نرجوه  من استباحة ترابه مرة أخرى. فقد هلك الطيبون.
هلك الشيخ عبدالله الأحمر وحميره، وهلك بعده عفاش الذي سلم للحوثي صنعاء من أجل من يغزو بهم عدن، فجازوه جزاء الحمار لأمه.
 
عاد الجنوب لأهله ولا سبيل لعودتنا إليه