جهاد الحجري يكتب:
دبلوماسية القيادة تنجز الكثير من الشرعية للقضية الجنوبية
إن وجود تنظيم سياسي قوي يمثل الجنوبيين هو ضرورة حتمية فرضها علينا الواقع المرير، الذي عايشه شعبنا منذ يوليو 94، وما تلاه من احتلال ونهب لحقوق الأمة الجنوبية.
ذلك خلاصة ما أوصلته القيادة الجنوبية خلال لقاءاتها بعدد من ممثلي وسفراء الدول العظمى في الإمارات العربية المتحدة قبل عودتها بحفظ الله إلى أرض الوطن.
وقد أثمرت تلك اللقاءات نتائج إيجابية لصالح القضية الجنوبية، كما أنها في حد ذاتها تعتبر اعتراف رسمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لشعب الجنوب.
ولأن الدور الدبلوماسي يُعد أساسياً قبيل إعلان استقلال أي دولة، فإن حشد الرأي العام الدولي عبر مثل تلك اللقاءات يمهد طريق الشعب نحو استعادة دولته الجنوبية، إضافة إلى فرض هيبة واحترام المواطن الجنوبي أمام صلف قوى الاحتلال بشقيها العفاشي والإخواني.
فالأول يرى الجنوبي مواطن من الدرجة ثانية خلال فترة حكمه، فيما يراه الأخر كافر ومرتد، وفي الحالتين يجوز قتله ومصادرة ممتلكاته الخاصة والعامة.
وبقي ذلك الوضع قائماً حتى إعلان عاصفة الحزم التي سحقت الاحتلال العفاشي الحوثي، وأخضعت شريكهما الثالث، وجعلته يقبل صاغراً بالتوقيع على اتفاق الرياض، بعد تهرب ومماطلة استمرا لسنوات.
وكان لابد للمقاومة الجنوبية من ممثل سياسي قوي، فكان خروج الانتقالي إلى العلن ضرورة لا محال عنها، لكشف حكم الجنوب الفعلي وإظهار مدى مظلوميته التي تعرض لها منذ ما يقرب من ثلاثة عقود.
وبالنظر إلى عمر الانتقالي منذ تأسيسه في 2017، فقد نجح في إنجاز الكثير من المهمات الصعبة، الدبلوماسية والعسكرية، وجعل من الجنوب قوة لا يستهان بها، واستطاع أن يقهر ويُخضع كل من ساهموا في التآمر على القضية الجنوبية.
إلا أن كل ما تحقق من انتصارات لا يعني توقف الأعداء عن التآمر وبث السموم الكيدية لعرقلة مسار الشعب نحو استعادة دولته الجنوبية الموعودة.
فهزيمتهم العسكرية لا تعني بالضرورة إخراس كل أبواقهم الفتنوية التي لا تزال تمارس العهر السياسي من الداخل الجنوبي، ويظهر مدى قبحها في انعدام الخدمات وحالة اللا استقرار في الشارع الجنوبي.
وتشرف صحيفتا عدن الغد وعدن نيوز الإخوانيتان على كثير من ذلك اللغط والترويج للفوضى، وإظهار عدن وكأنها ساحل قراصنة.
وتسعى وسائل إعلام الإخوانية بشكل خاص والشمالية بشكل عام، إلى تصوير الجنوبيين بالانتهازيين، وأنهم ليسوا رجال الدولة، والعمل على تلميع حقبة الاحتلال بأنها أفضل مراحل التاريخ الجنوبي.
ومواجهة ذلك التحريض يكون بنشر الوعي، وكشف حقيقة الاحتلال وجرائمه المختلفة ضد المواطن الجنوبي في الحاضر والماضي.
والعمل بجدية واستمرارية للحد من ممارسات العناصر الفاسدة التي تأثرت بثقافة الفيد القادمة من الشمال، وإعادة حالة المدنية والتحضر التي يتمتع بها الجنوب إلى الوجود مرة أخرى.
وكما انتصرت البندقية الجنوبية على بندقية الاحتلال، فإن القلم الجنوبي سينتصر على عدوه الإخواني، وسينجح في التخلص من رواسب ومخلفات زمن الاحتلال الأسود.