جهاد الحجري يكتب:
الإرهاب والفوضى رهان الإخوان الأخير ضد الجنوب
تثبت الوقائع الجديدة والقديمة أن قوة الإخوان ليست في عددهم وعتادهم، فجحافلهم مهما اشتد عودها تبقى هشة وقابلة للكسر مع أبسط مواجهة مع خصومهم في الجنوب أو غير الجنوب.
لكن الخطر الحقيقي لحزب الإصلاح يكمن في قدرته على الضرب من تحت الطاولة، ونشر الإرهاب والفوضى وتصفية مناوئيه بالطرق المختصرة، التي اعتاد على ممارستها منذ تأسيسه.
ولأن قيادة الإخوان تدرك أن الانتقالي والمقاومة الجنوبية أكفاء لأي مواجهة مسلحة مهما بلغ التحشيد والإعداد لها، فإن تفجير الوضع عسكرياً هو آخر ما يخطر ببال تلك العصابات، حتى لا تخسر وجودها نهائياً.
فهي اليوم تعمل على الوتر الأمني والنفسي داخل العاصمة عدن، وقد استخدمت في سبيل ذلك كل أدواتها الإجرامية بما فيها تنظيم داعش الإرهابي، والذي خرج من عباءة الإخوان المسلمين.
وتهدف شرعية الإرهاب من خلال أحداث عدن الحالية إلى تصفية قوة الانتقالي الأمنية من جهة، وإثارة الرعب والقلق في أوساط المواطنين، من جهة أخرى، كجزء من حربها النفسية ضد الجنوب.
ولن يردع الإخوان وعنجهيتهم المتزايدة تلك، إلا التصعيد العسكري شرقاً ومنع كتائب الموت من التسلل إلى عدن ولحج، فالعنف والمواجهة المباشرة هي نقطة ضعف الجماعات الإرهابية، ومصدر خوفها الوحيد.
وتراهن حكومة الشرعية المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح، على اتفاق الرياض وما كان في صالحها من بنوده، حتى تبقي الوضع على ما هو عليه، ولكي يتسنى لها الاستمرار في تنفيذ مخططاتها التخريبية بهدوء وتأني.
والسبب أن التهدئة هي أبرز بنود الاتفاق، ويسخرها الإرهابيون لضرب المقاومة الجنوبية، وكسر هيبة الانتقالي دون أن يصل الأمر إلى المواجهة العسكرية التي من شأنها ترجيح الكفة الأخرى.
فالخفافيش الإخوانية اعتادت العمل في الظلام، وترى في النور خطورة بالغة على بقائها، وعليه ستستمر في توجيه الطعنات لظهر الانتقالي والتحالف إذا لم تلق ردود أفعال صارمة تثنيها عن ذلك.
وقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن حزب الإصلاح يحشد بحذر لمعركته الأخيرة في الجنوب، حيث استقدم عناصر إرهابية مدربة في تركيا ضمن كتائب الحماية الرئاسية، ويريد إقحامها إلى عدن لتنفيذ مخططات أبشع من تلك التي يمارسها اليوم.
كما أن دخول داعش الخط في مواجهة الانتقالي، كما سبق وحدث في معركة شبوة، يثبت أن الإرهاب الإخواني قد بلغ اليوم ذروته في ضرب وقمع الجنوبيين، حتى يتم إجبارهم على القبول بحكم الإخوان.
ولا خيار بعد تكشف الحقائق إلا قطع يد الإخوان نهائياً، ومنعها من الوصول مجدداً إلى عمق الجنوب، ولن يتم ذلك إلا بالقوة فقط.
فثقافة السلاح والتنكر للعهود التي يؤمنون بها لن تتوانى في نشر سمومها في المجتمع الجنوبي، مالم تتكافأ القوى، وتتم مواجهة الإرهاب بالإرهاب.