مصطفى النعمان يكتب:

مجلس النواب وتصويب المسار السياسي المرتبك

مجلس النواب انعقد في سيئون 13 أبريل 2019م، وقرر أن يكون في حال انعقاد دائم، أو على الأقل هيئة رئاسته الجديدة.

لن أخوض في مدى دستورية انعقاده، فهذا ملف يبحثه حاليا الاتحاد البرلماني الدولي.

المؤيدون لا يهتمون بدستورية الانعقاد والتشكيك في اكتمال النصاب، ولكن من رغبة سياسية في تعطيل مشروعية المجلس في النواب.

وقد يبدو الأمر شكليا في ظل الصراع الدائر ولكن آثاره الوطنية لا بد أن تمتد إلى تجزئة آخر مؤسسة منتخبة بموجب الدستور المعمول به ويمكن التعويل عليها لتصويب المسار السياسي المرتبك.

انعقاد كامل المجلس لا يبدو متاحا ولكن عدم دورية اجتماع رئاسته سيصيبه بعوار إضافي يجعل منه مجرد وعاء لضمان تسليم المكافآت المجزية وانتظامها، وليس في الأفق ما يشي بقدرته على اى نشاط إضافي.

فلا ممثلو الدوائر قادرون على التواصل مع ناخبيهم مباشرة، ولا قادرون على العودة أو أن بعضهم غير راغب بها، ولا استطاعوا تأمين اجتماع لنصابه الحالي المشكوك به.

ما يحدث لمجلس النواب هو تعبير فاضح لعجز الشرعية الرخوة بكافة تشكيلاتها على تقديم أي إنجاز وطني عدا سيل البيانات السمجة والتصريحات والاجتماعات التي لا ينتج عنها سوى المزيد الذي يضاف إلى ارشيف الصور.

‏يقول الفيلسوف الكندي الان دونو في كتابه (عصر التفاهة):
‏"لا تكن فخوراً ولا روحانياً، هذا يظهرك متكبراً.
لا تقدم أي فكرة جيدة، فستكون عرضة للنقد.
لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلاً للتعليب.
لقد تغير الزمن.. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة".