علي ثابت القضيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الاخوان والأجندة الشيطانية

مَن يُتابع الإعاقات المُتعمدة لإفشال إتفاق 5 نوفمبر الفارط ، بالقطع سوف يَخلصُ مباشرةً الى أنّ جناح الإخوان المُتأسلمين في الشّرعية هُم وراء ذلك ، فهمُ أفصحوا مبكراً عن رفضهم وقَبل أي حوارات في جَدّه ، ولاحقاً في التّلكؤ في التّوقيع الذي تأجّلَ ومِراراً بسببهم ، ولانَغفلُ تصريحاتهم النّارية خِلال المفاوضات ، لكنهم اليوم كشّروا عن أنيابهم علانيّةً برفض الإلتزام بما أُتفق عليهِ !

-- بالمناسبة ، إتفاق الرياض لم يُقدم مايطمح اليهِ شعبنا الجنوبي وقيادتنا بالنسبة لقضيتنا الجنوبية العادلة والمشروعة ، ومَن حَمل راية التّفاوض من قيادة مجلسنا الإنتقالي يدركون هذا جيداً ، ولكن من حنكتهم وأخلاقياتهم وتفهمهم الموضوعي لظروف اللحظة الرّاهنة ، وكذلك لظروف المنطقة عموماً ، وبينها مايُعني أخوتنا في التّحالف وشركاؤنا في كُل مانحن فيه معاً اليوم ، لذلك قبلوا بما خرجت بهِ هذه المُباحثات ، وهُم أحسنوا عملاً بهذا المسلك العقلاني المُتّزن ولاشك ، حتّى وإن كان دون مستوى الطموح ..

-- لقد قُلنا جميعاً قبلاً ، أنّ صِبيان كُهوف مرّان ( الحوثيين ) يُنفذون الأجندة الإيرانية في المنطقة ، وهذا واقعيٌ ، لكنّ الدّاهية الكُبرىٰ أنّ حزب الإصلاح / الأخوان المتأسلمين ، ونقولُ هذا لِمَن يظنٌ أو يفترض أنّ حزب الإصلاح هو حزبٌ وطنيٌ ، أو أنّه حزبٌ حريصٌ على البلاد وتطوٌرها وسلامتها .. إلخ ، كلّا ، فهذا الحزب يُنفذُ أجندة وأوامر التّنظيم العالمي للاخوان للمسلمين ، وهي أمّا بالسيطرة والإطباق على البلاد وحكمها ، وطبعاً وفقاً لأهواء وتطلعات التنظيم العالمي للأخوان ومُخطّطاته ، وإمّا إشعال الحرائق فيها وتدميرها ، وهذا نُعايشهُ جلياً في بُلدانٍ عربيةٍ عِدّه اليوم ، وبعضها ماٱنفكّت تحترق حتى اللحظة ..

-- لذلكَ تتبدّى لنا اليوم وبوضوحٍ أذرع الأخطبوط الجهنّمي - التنظيم العالمي للإخوان - وهي تتحرّكُ في تخومنا ، وهذه تُجسدها قطر وتركيا اللتان تتحرّكان علناً في المشهد هنا ، والمثال : مَن يدعم حشود المخلافي في منطقة يفرس بتعز ؟! ومن أين تأتي ٱوامر وتعليمات التعاطي مع كل مايدور في جغرافيتنا ؟! كما ولاعَجب أنّ عرّابي الإصلاح/ الإخوان المتأسلمين يتسكّعون في شوارع إسطنبول ويستثمرون في إقتصادياتها ، ولابأس بين الفينة والأخرى من زيارةٍ خاطفةٍ الى قِبلتهم المُقدّسة في الدٌوحة !

-- ما أستغربهُ ، هو كيف دامَ التّوافقُ طوال كل هذه الفترة بين أطرافٍ في الشرعية والأخوان بأجندتهم الجهنمية المعروفة للكل ؟! وحقاً وإن كان من الشرعية فاسدين وعابثين ونَهبوا كل خيرات البلاد .. وإلخ ، ولكن يمكن إفتراض أنّ فيهم شيئاً من الوطنية والحرص على عدم جر البلاد الى التّدمير الكلي .. فكيف إستمرّ هذا التوافق الذي هو على المحك اليوم ولاشك ؟! وهذا ليس بالنسبة للشرعية وحسب ، بل وبالنسبة لأخوتنا في الجوار ، وخصوصاً الشقيقة المملكة راعية الإتفاق والضّامنة لتنفيذه ، لأنّ الصّمت على مايُخطط له الاخوان سيكون كارثياً ، كما وكُلفتهُ ستطالُ الجميع هنا وفي المحيط وبدون إستثناءٍ .. أليس كذلك ؟!