عفاف سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):
من وحي التحقيق معي.. ما اشبه الليلة بالبارحة
بالامس استدعيت للتحقيق من قبل الجامعة بخصوص مقال ظلم الجامعة للطلاب وعدم استيعابهم فضلاً عن مزاجية القبول من قبل المسجل العام الذي عقب تجاوز اربعة عقود ونصف من العمل بالكلية يتم تعيينه مجدداً مسجلاً عاماً ولا تعليق ...
الاستدعاء كان يوم الاربعاء وتجنب ذكر الاسماء وتم الاكتفاء بالصفة الادارية المبهمة
الجدير ان التحقيق جاء في وقت متأخر جدا ان كان الهدف منه المعالجات وهذا ما قلته حرفياً لان الفصل الدراسي قد انتهئ بما فيه الامتحانات اذ لم يتبق الا يومين فقط منها ويتم اختتام الفصل الدراسي اما ان كان له هدف آخر فحينها سيكون لكل حدث حديث .
الزملاء والزميلات عملوا تعليقات ساخرة حول دعوتي للتحقيق و مازالت تتوالى .
المهم حالياً لن اخوض في التفاصيل حول اسئلة التحقيق التي بدا جلياً انها كتبت عقب او اثناء تخزينة دسمة فهذا ما كشفته طريقة صياغة الاسئلة لكن ما علينا .
لكنني في هذه الاستراحة سأسجل ما استوقفني اليوم في ديوان الزبيري كونها لامست الوضع وكادت تسرد التفاصيل للاحداث فما اشبه الليلة بالبارحة .!!!
الوقفة الاولى ابيات مختارة من قصيدة الزبيري( مصرع الضمير ) وقد قدم لها بقوله : ( حينما قدمت الى اليمن من مصر1941 انهالت علي النصائح بان الزم الصمت والخمول و اغض الطرف عن كل ما اراه ... وقيل لي اذا اردت العيش سعيدا مع اهلك وان تنال الرتب و الوظيفة فلا بد ان تتبع هذه التعاليم. اما اذا رفضت ذاك فلا تنتظر غير بلايا ورزايا ومحناً متلاحقة وقد حذروني اشد التحذير من ان القي خطبة او محاضرة او اجتمع بأي فرد مستنير، و في هذا الجو المكفهر جاشت نفسي بهذه القصيدة) يقول فيها :
مت في ضلوعك يا ضمير... وادفن حياتك في الصدور
اياك والاحساس فالدنيا العريضة للصخور
لا تطمئن الئ العدالة فهي بهتان وزور
حطم دماغك انه ... شر برأسك مستطير
مزق فؤادك انه ... يؤذي الخليفة و الامير
لا تنطقن الحق فهو خرافة العصر الغرير
لا تنتصر للشعب. ان الشعب مخلوق حقير
واحذر تصدق رؤية العينين. او نبض الشعور
فإذا نظرت دجئ فاعلن انه الصبح المنير
واذا ترئ الشيطان عربيداً فقل ملك طهور
فالنصح من شؤم الفضول... ومن أضاليل الغرور
.. ..
اه لمصرع امة دفنت ومابرحت تسير
كانت اسود الغاب. وهي اليوم دود في القبور
والامر بالمعروف كفر بالمليك وبالوزير
لا تتركوا قلماً يسطر. او دماغاً يستنير
لا تأمنوا العقل المفكر ، فهو خوان كفور
لا تنشروا العرفان ، الا في المبادئ والقشور
فالعلم يكتشف الزوايا والخبايا والستور
ودعوا لنا شعب نحنطه بأوهام العصور
ونذيقه نوما يغط به الى يوم النشور
ومن نص اخر بعنوان الئ الغاضبين علينا
ايها الغاضبون من ثقة الشعب... بنا و المؤلبون علينا
مااحتكرنا نضالنا بل دعونا... فرفضتم ان تفهموا ما عنينا
ساءكم اننا انفردنا بعزم وصمود... واننا ما انثنينا
ومنها
منحونا الدنيا لكي ننبذ الشعب... ونغض عن ظلمهم فأبينا.
بالمناسبة رئيس التحقيق محمود عاطف هو استاذي وزميلي كلفنا للعمل معاً في اكثر من لجنة حينما كان عضواً في الهيئة التدريسية ، وحديثاً اميناً عاماً عينوه و بالمهمة قد كلفوه!!!
اما بالنسبة لي فلست من وجهة نظرهم من المشمولين بالرعاية الاستحقاقية ولست وحدي من يعاني الاجحاف بل هناك من غادر الدنيا بأسرها دونما انصاف او تقدير.
الجدير انني سابقاً منحت المناصب التي ان كنت قبلتها ستشملني الترقيات العليا و لكنت بالملحقية الثقافية او من سفراء النوايا الحسنة او درجة تشريفية بالمشاركة في الحوار الوطني الذي ادركت منذ البداية انه لم ولن يثمر و صدق حدسي فعلاً ، فضلاًً عن درجة حالت الحرب دونها وترددي في قبولها لانني ببساطة لست ممن يبحثون عن المناصب و المكاسب وقضايا الناس هي اولوياتي وشغلي الشاغل ماجعلهم يطلقون علي تارة وزير حقوق الانسان و تارة وزير الشؤون الاجتماعية و صاحبة القلم الحر و هي درجات تشريفية مجانية و سلامتكم
وما تنسوا الصلاة و السلام على النبي الامي الهمام وبدر الامة التمام.
عفاف سالم