مصطفى النعمان يكتب:

اليمن.. حكومتان لتجويع الشعب وتدمير الوطن

اليمن لديه سلطتان إحداهما معترف بها دولياً ولها مقعد في الأمم المتحدة وأقدم مجلس نواب في العالم لا يجتمع ومشكوك في شرعيته، وحكومة لا تقدم شيئاً للمواطن لكنها تستمتع بمزاياها كاملة.

وأيضا حكومة في العاصمة المعترف بها دوليا ويتعامل معها المجتمع الدولي كسلطة أمر واقع، وهي أيضا عندها مجلس نواب لا ينفع ولا يضر وحكومة لا يسمع عنها أحد داخل وخارج اليمن!

الجامع بين الطرفين هو أنهما لا علاقة لهما بكل ما يدور في البلاد ولا يعنيهما المواطن ولا يهتمان بمعاناته!

أما اليمني البسيط فوقع بين كائنين مشوهين مهمتهما الوحيدة هي تجويعه وتدمير حياته.

أنا لن أنتقد سلطة صنعاء لأنها غير شرعية.. لكني أتساءل عن تلك التي تدعي الشرعية وأحقيتها في حكم البلد بينما همها ملاحقة الناس في قوتهم وتعمد زيادة معاناتهم وتجويعهم!

الشرعية الرخوة وحكومة المصفوفات تبرران كل فشلهما بالانقلاب وسلطة صنعاء، بينما الواقع يبرهن أنهما لا تصنعان أي فعل إيجابي يمنحهما جدارة تمثيل هذا الوطن المدمر وتجدان في مبرراتهما الغبية ملجأ للدفاع عن الفساد والغياب والعجز!

وللعلم قرأت قبل يومين خبراً عن تدشين برنامج لرفع الوعي بمخرجات الحوار لأبناء الجالية اليمنية في الهند!!

وللأسف ‏هذا خبر حقيقي وليس نكتة!!!!

الشرعية الرخوة وحكومة المصفوفات تدعي أنها غير قادرة على دفع مرتبات الموظفين ومنح الطلاب الحاضرين، لكنها سفيهة في إنفاق المال العام على مثل هذه التفاهات!

وللأسف أيضا ‏أن السياسي الموظف يستخدم لغة مراوغة للتعبير عن أي موقف يجب الإفصاح عنه، ويحرص على تجنب الوضوح حتى لا يقع في مطبات تبعده عن الواجهة.

كما يتنازل عن الكثير من كرامته ويتقبل الإهانات ليحتفظ بموقعه في المشهد أو العودة إليه والمهم بقاء الموكب وهالة المنصب الذي يمكن أن يطرد منه مرة أخرى!