جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
عصابات الشمال تواصل حربها غير المعلنة ضد التحالف
يستمر مسلسل الخيانات الشمالية ضد القوات التحالف على أكثر من جبهة، حيث تسعى تلك الميليشيات إلى استغلال تهدئة اتفاق الرياض، إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الحوثية على الأرض.
ففي صرواح غربي محافظة مارب، قامت قوات الإخوان بتسليم معسكراً للحوثيين بكامل سلاحه وعتاده، دون أدنى مقاومة تذكر، على طريقة التسليم الذي سبق في معسكرات الشرعية في الجنوب.
انسحاب الإخوان من مارب وتسليم معسكرات صرواح لصالح الحوثي، يأتي في إطار التنسيق المشترك بين الأطراف الشمالية عموماً، للتصعيد في المحافظات الجنوبية، على خلاف ما ينص عليه اتفاق الرياض، من انسحاب للقوات الشمالية من هناك.
وبانسحاب الإخوان عن صرواح، يكون الحوثي قد استعاد كل ما حققه التحالف من انتصارات ميدانية على الأرض في محافظة مارب طيلة أربع سنوات تقريباً، وهذا يثبت أن إخوان الشرعية هم العدو الأول لمهمة الأشقاء في التحالف العربي.
إضافة إلى ذلك، وتواطؤ من معسكرات الشرعية، شن الحوثي زحوفات واسعة على مناطق واسعة في مريس شمال محافظة الضالع، ما يؤكد أن التصعيد الشمال يعم كل مناطق الجنوب، وليس محصوراً فقط في شبوة.
أما في الساحل الغربي، فقد أقدمت ميليشيات طارق عفاش على مهاجمة القوات الجنوبية في المخا، وقتلت واعتقلت عدداً من منتسبي ألوية العمالقة، بتهم ودوافع مناطقية.
وتبرر ميليشيات عفاش هجماتها على القوات الجنوبية هناك بدعاوي مناطقية، بذريعة رفض سكان تهامة تواجد أي قوات شمالية على أراضيهم، وهو ما تنفيه المقاومة التهامية نفسها.
فقوات طارق عفاش لا تلق ترحيباً من قبل المواطنين والمقاومة التهامية هناك، خاصة أنها ترتكب جرائم مروعة بحق المدنيين، منها القتل والاغتصاب وانتهاك الأعراض، ما جعل قائد المقاومة التهامية الشيخ عبدالرحمن الحجري يناشد في أكثر من مناسبة القوات الجنوبية بالتدخل لتحرير السكان من قبضة العصابات العفاشية.
وبجرائمها المستمرة، تحاول القوى السياسية الشمالية إفشال مهمة التحالف ضد ميليشيا الحوثي، كما حدث طيلة السنوات الماضية منذ انطلاق عاصفة الحزم، كما تؤمن جميعها بضرورة إعادة الاحتلال الشمالي للجنوب ونهب ثرواته لصالح عصابات الأحمر والإخوان التي احتلت البلاد بين 1994 و 2015.