جهاد الحجري يكتب:

مسرحية أخرى للإخوان عنوانها "نهم"والهدف شبوة

تشتعل وسائل إعلام الإخوان اليوم بالحديث عن حربٍ شرسة مع الحوثيين في جبهة نهم، وأن هم هناك يسطرون انتصارات مؤزرة انتقاماً لضحايا معسكر الاستقبال في مارب، حسب ما يزعمون.

وكان من المحتمل أن تحظى تلك المسرحية باهتمام حقيقي من الجميع، كما حدث من قبل خلال السنوات الأولى لعاصفة الحزم، أما اليوم فقد سقطت كل الأقنعة، واتضح أن الحوثي ليس إلا ممثل فاشل في مسرحية يديرها ويخرجها الإخوان المسلمون.

والواقع خير دليل على كذب الإخوان وافتراءاتهم، ولو كانت لهم نوايا حقيقية لمواجهة الحوثي لواجهوه منذ سنوات، لكنهم يعلمون علم اليقين أن مصالحهم وأموالهم مرهونة ببقاء فزاعة الحوثي، لذلك فهم خير من يحمي حدوده ومصالحه.

أما عن مجزرة الاستقبال في مارب، فكل ضحاياها جنوبيون، وهو المطلوب بالنسبة للإصلاح، ويعرفون جيداً كيف تم الهجوم، وماهي أبسط تفاصيله ومنفذيه.

كما أن استنزاف الشباب الجنوبي هو الهدف الأساسي لأعداء الجنوب، ولو كانوا حريصين عليهم ما قتلوهم من البداية، ولما اقتادوهم بالقوة من المناطق الجنوبية المحتلة إلى حتفهم في محافظة مارب اليمنية.

وكل الحديث عن انتصارات الإخوان ليست إلا مسرحية لها أبعاد كثيرة وخطيرة كون المستهدف دائماً هو الجنوب، وهناك مخطط آخر تظهر بوادره حالياً في محافظة شبوة الجنوبية.

فبالتزامن مع الحديث عن مجزرة الجنوبيين في مارب وبعدها من معارك وهمية في نهم، يستمر الإخوان في التحشيد العسكري في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين، والوضع على أشده هناك، كون تصعيداً محتملاً يلوح في الأفق.

وقد تجلت نواياهم الخبيثة في تهربهم من تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وإصرارهم على صرف الأنظار عنه بافتعال فرقعات إعلامية هنا وهناك كما يدعون الآن كذباً في جبهم نهم التي يرتاح فيها مقاتلو الحوثي عند عودتهم من جبهات القتال الحقيقية على حدود الضالع.

ولا نستبعد أن مقاتلي الحوثي والإخوان يشاهدون مثل تلك الأخبار وهم يضحكون سوية في شعاب نهم، وكأنهم يشاهدون مسرحية هزلية لعادل إمام أو دريد لحام.

ولكن بالنسبة للجنوبي فعليه الحذر من عواقب تلك المسرحية وأبعادها المستقبلية على شعبه وأرضه، فهو مطالب أولاً بالثأر من قتلة إخوانه في مارب، وما حل بهم من جريمة نكراء على يد الإخوان وكل القوى المؤيدة للاحتلال.

كما أنه مطالب بالإعداد لجبهة عسكرية ضخمة يسعى الإخوان لفتحها في المحافظات الجنوبية، وتهدف لاحتلال عدن ولحج، وإخضاع قبائل المثلث بالتحديد، ويدركون أن الإعلام ليس في صالجهم كما حدث في مواجهات أغسطس الأخيرة، ولذلك يفتعلون مجدداً مسرحية أخرى مع الحوثي، حتى يوجهوا يتسنى لهم الغدر بالجنوب والتحالف على حدٍ سواء.