جهاد الحجري يكتب:

حربهم على الجنوب .. كيف تبدأ وبماذا تنتهي؟

علينا دائماً ألاّ نغفل كثيراً عن أبعاد الحرب النفسية والإعلامية التي يمارسها العدو وخاصة الإخوان ضد الشعب الجنوبي، وسلطته الشرعية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
فالحرب الناعمة تبدأ ببث الشائعات ضد فئة معينة من أبناء الجنوب، وتنتهي بعمل عسكري غادر، ولنا في محافظة الضالع الجنوبية خير مثال على خبث مخططات قوى الاحتلال.
فقد بدأت حربهم على القذرة على الضالع منذ اليوم الأول لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبدأ الإخوان باتهام الحزب بالمناطقية قبل أن يرى النور فعلياً على أرض الواقع.
واستمرت حربهم النفسية في كل مناطق الجنوب لتحريضهم على إخوانهم من أبناء الضالع، بعد أن امعنوا في الكذب والافتراءات بهدف عزلهم عن بقية المجتمع الجنوبي، تمهيداً لاحتلال المحافظة وضربها منفردة.
وبالفعل انتهت حربهم الكلامية على الضالع بغزو شمالي شرس في شهر أبريل 2019، شارك فيه كل القوى السياسية الشمالية بقيادة الحوثي، لكنها رغم ذلك فشلت في تحقيق أهدافها وانكسرت بفضل صمود الجنوبيين وتكاتفهم مع الضالع، لا سيما من قبل إخوانهم من رجال يافع الشرفاء، والذين تحولوا إلى هدف آخر لحرب الإخوان النفسية.
فقد بدأت آلة الكذب الاستعمارية كيل الأكاذيب والتهم إلى أهل يافع، ونعتت بأرذل الألفاظ والتهم حتى بلغت حد وصفهم بسنحان الجنوب، وأن سكان بقية المحافظات الجنوبية ليسوا إلا أدوات رخيصة ليافع حسب زعمهم.
ولم تكن تلك الشائعات إلاّ تمهيداً لتصفية القائد الشهيد منير مشالي اليافعي (أبو اليمامة)، وكان المخطط إقصاء يافع من المشهد السياسي الجنوبي، ولكن ذلك أيضاً فشل أمام صمود ووعي الشعب الجنوبي. وتكاتف الجميع لدحر الإخوان من العاصمة الجنوبية عدن، وتحقق لهم ذلك خلال زمن قياسي بفعل دماء الشهيد أبواليمامة.
وعندما هُزم الإخوان في عدن، كان الانتقام هناك في شبوة، حيث حشدوا لها كل جحافلهم الظلامية من كل أصقاع الشمال، وحولوا المحافظة إلى سجن كبير يتعرض قاطنيه إلى أبشع أنواع الظلم والعذاب، والقتل انتقاماً من يافع والضالع، رغم زعمهم من قبل أن شبوة وغيرها من المحافظات الجنوبية ليسوا إلا ضحايا ليافع والضالع.
وبهم بانتقامهم من شبوة، أثبتوا للجنوبيين جميعاً أن أرضهم واحدة وعدوهم واحد، وأن جرائم الإخوان في شبوة كان الهدف منه كسر راية قبائل المثلث، فهم جميعاً يد واحدة، وعندما يعجز العدو في قصف أحدهم فإنه لن يتردد في ضرب الآخر.
 وذلك علينا أن نعتبر من الأحداث الأخيرة، وأن نستوعب أن مخططات العدو تبدأ بالفتنة والشائعات وتنتهي بالقتل والدمار، وأن الجنوبي مستهدف سواءً كان يافعياً أم من أبين وشبوة وغيرها من مناطق الوطن المترامية الأطراف.
كما أن علينا أن نستلهم دروس الوحدة منهم هم، فقد قاتلت جميع قوى الشمال في الضالع بقيادة الحوثي، كما قاتلت كل قوى الشمال في شبوة بقيادة الإخوان، ولا تزال فصول المؤامرة قائمة، تبدأ بالكلمة وتنتهي بالرصاص.