جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الإخوان ينتصرون للحوثيين في مواجهة التحالف العربي
يتم حالياً تسليم صفة تسليح ضخمة من الإخوان للحوثيين، ويجري تمريرها على أنها غنائم حرب، حتى يستمر خداعهم للتحالف، وهذه ليست الصفقة الأولى ولن تكون الأخيرة بين الطرفين.
ومن المفارقات أن الجنوبيين خاضوا حروباً طوال ضد قوات الحوثي وعفاش في 2015، ولم يتمكنوا خلالها من نهب رصاصة واحدة لمقاتل جنوبي إلا على جثته، بينما تسقط معسكرات الشرعية بكامل عتادها بمجرد احتكاكات خفيفة مع مقاتلي الحوثي، دون أن يسقط فيها جريح واحد.
كما أن إسقاط الحوثيين لكل تلك المناطق والمعسكرات بهذه البساطة هو جزء من الحرب النفسية التي يشنها الإخوان ضد التحالف، وتسعى للنيل من سمعته العسكرية وقدراته القتالية، كونه المسؤول الأخيرة عن انتصار المعركة ضد الحوثي، وهي معركة لن تحسم إلا بإقصاء أشقائه الشماليين من المواجهة.
وكان وزير إعلام الشرعية معمر الإرياني قال في إحدى مقابلاته “ليس بين الإخوة مهزوم أو منتصر” وهي في الواقع زلة لسان تختصر علاقة ما يُسمى بالشرعية مع خصومها الشماليين.
ولذلك لا عجب أن يصمد الحوثيين ليس فقط لخمس سنوات، بل لقرون طالما والإخوان المسلمون يقفون في الجهة المواجهة لهم، فهم يتبادلون الأطراف من أجل استنزاف التحالف خدمة لأعداء المملكة في طهران والدوحة.
وقبل أن تتضح معالم مسرحية الإخوان والحوثيين الراهنة في نهم، ستكون نتائجها على النحو التالي:
*سيطرة الحوثيين على كامل المناطق الواقعة غرب محافظة مارب بما فيها نهم وصرواح، واغتنامهم لكل عتاد الشرعية المقدم من التحالف هناك.
*تحميل الإخوان للتحالف مسؤولية الهزيمة، إما بتخلي طيرانه عنهم أو بأن الطيران قصف مواقعهم نصرة للحوثيين.
*تفرغ الإخوان لمعاركهم في المحافظات الجنوبية حيث النفط والغاز، بعد تسليمهم الجبهات الشمالية بكاملها للحوثي.
وظهرت حقيقة هذا المخطط الإجرامي جليةً في حوار وزير داخلية الإخوان مع الجزيرة القطرية، عندما توعد باحتلال عدن والقضاء على الانتقالي، وتجاهل وجود أي صراع بين جماعته والحوثيين، وهذا باختصار يكشف طبيعة الصراع وجوهره.
فلا الإخوان مكترثون لأهداف التحالف أو لأمن المنطقة ومحاربة المد الإيراني فيها، فهم نسخة أخرى من التنظيمات الإرهابية القابلة للإيجار، ومن الخطأ أن ننسب الحوثي وحده لمشروع طهران وقطر، فكلاهما أدوات خارجية لضرب التحالف، إما بالمواجهة المباشرة كما يفعل الحوثيون أو باستنزاف التحالف مالياً وعسكرياً كما يفعل الإخوان.
وكل ذلك يأتي في إطار التدخلات القطرية في شؤون دول التحالف ومنها المملكة العربية السعودية، حيث تدعم الدوحة التنظيمات الإرهابية للنيل من المملكة وسمعتها الدولية، وإظهارها طرف معتدي في كل ما يحدث بالمنطقة.