جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الدوحة في طهران.. انتصار وليس هزيمة للعرب

لم تكن زيارة تميم بن حمد للعاصمة الإيرانية طهران مفاجئة للمعسكر العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

فقد أدرك الجميع في وقت مبكر أن قطر تلعب على حبال متعددة وليس حبلين، فهي عربية وخليجية في الجغرافيا فقط، أمّا الهوية والانتماء فهي لخصوم العرب والخليج، ولم تكن يوماً في صالحهم.

وبزيارته لإيران، أعلن تميم قطر انسلاخه علانية من المنظومة الخليجية، والتحالف معها في الظاهر وهو ما نستطيع أن نعتبره انتصاراً للمقاطعة الخليجية لسياساتها.

فبعد نحو ثلاث سنوات من المماطلة ومحاولة التوسط ومراضاة إخوانها في الخليج، إلا أن الرد منهم كان صارماً، إما إخوة أصيلة لا غبار عليها، أو تحزب لا لبس فيه لصالح خصوم المنطقة.

وهو ما اختارته الدوحة بعد خلعها للثوب العربي الذي طالما استغلته لضرب العرب من الداخل، وأصبحت اليوم في خانة المواجهة المباشرة بدلاً من ضرب الأمة من تحت الطاولة، لصالح الأعداء.

وكما قلناها مراراً من قبل، فإن الجنوب هو البوصلة، وما يتعرض له من عداوات ومؤامرات تفضح أعداء الأمة قاطبة، فالعروبة بدأت منه وتنتهي إليه.

فالدوحة جزء من المؤامرة على أرض الجنوب وشعبه منذ حرب صيف 94، وانحازت لصالح نظام عفاش والإخوان وجحافلهم الغادرة، والمعادية للقضية الجنوبية.

ومنذ ذلك اليوم وهي مستمرة في مؤامراتها الكيدية عبر جميع الفئات والفصائل الشمالية بلا استثناء، فجميعهم حلفاء لقطر وأعداء للجنوب ولا جديد في ذلك.

ويبقى السؤال حول موقف نشطاء الإخوان والشرعية من الزيارة الأخيرة لتميم إلى إيران؟

فهم يرددون على الدوام إشاعات مغرضة وتهم بالعمالة لإيران ضد كل خصومهم العرب، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وهم بذلك يبرؤونها ولا يدينونها، كون الجميع يدرك أن الإخوان يسبون غيرهم بما هو فيهم، وتهمة العمالة لإيران التي كرروها مراراً عن الإمارات ليست إلا جزءاً من حربهم الإعلامية التي تسبق خروجهم من المعسكر العربي، وتفضح مساعيهم العدوانية.

وبالنسبة لنا جميعاً، فقد آن الأوان لكي نعرف حقيقة العدو من الحليف، وأن نستوعب أن من يعادي الإمارات هو في الواقع يعادي الأمة بكلها، بما فيها الجنوب وأرضه وشعبه وثرواته.

وكل من يرفع شعار العداء للإمارات فهو عدو للجنوب، وإن كان جنوبياً، وعلينا أن نعي أن الشرعية ليست إلا مظلة للمشاريع القطرية، وأن إيران تلعب دوراً كبيراً في كل تحركات أعضائها، حتى لو كانوا في الرياض وأبو ظبي.

فأكذوبة الشرعية مفضوحة أمام الجميع، وليس أمامها إلا الدخول في معسكر التحالف علناً، أو الذهاب إلى طهران كما فهلت قطر، وهذا ما نتوقعه منهم عاجلاً أم آجلاً.