جهاد الحجري يكتب:
مخططات أعداء الجنوب التآمرية للمراحل القادمة
ليس هناك نهاية للمؤامرات السياسية ضد الجنوب من قبل القوى السياسية في الشمال، فالمخطط المنشود هو تأسيس يمن فدرالي موحد من إقليمين، وهو ما يتم الإعداد له منذ مسرحية الحوار الوطني في صنعاء.
ولكي تتم مخططاتهم العدوانية كان لا بد من إرهاصات تهيئ المنطقة للقبول بالأقلمة كحل نهائي بديلاً عن الوحدة الاندماجية التي انتهت باحتلال الجنوب.
ولكن الأقلمة هي الأخرى ستنتهي باحتلال الجنوب أيضاً إذا تم التقاعس عن مواجهة ما يضمرونه لنا من مخططات تدميرية، لا تقل عن المشاريع السابقة المناهضة لشعب الجنوب.
ومن واقع المرحلة الحالية، فإن الإقليم الشمالي سيتم تسليمه للحوثي، وهذا أمر واقع ولا يخفى على أحد، وتم بالتنسيق والتوافق مع جميع القوى السياسية الشمالية، التي ساندت الحوثي بشكل أو بآخر للاستئثار بحكم كامل أراضي الجمهورية العربية اليمنية.
ولكن تلك القوى لم تتنازل للحوثي عن الشمال مجاناً، فهناك لا بد من مقابل، وهو استئثارها بحكم الجنوب وثرواته، والتكامل الاقتصادي مع سكان ومناطق الشمال على حساب شعب الجنوب.
وقبل أن يتسنى لهم تنفيذ ذلك المخطط، لا بد من إنهاك الجنوب وتحطيمه في معارك وهمية لا علاقة له بها، تدور أحداثها على أراض خارج موطنه.
وبالفعل، فقد نجحت قوى الشمال في قتل الالاف من الجنوبيين وجرح اضعافهم، إما في الساحل الغربي، أو كما حدث مؤخراً في مارب، والهدف هو ضرب الجنوب في مقتله، في الوقت الذي تعزز فيه قوات الإخوان من تواجدها في المحافظات الجنوبية.
ومن الظلم أن يُقتل الجنوبيون في الشمال، بينما يتم تمكين الشماليين في الجنوب، فجميعنا نمتلك أخ أو قريب أو صديق يرابط في الشمال، ونخشى عليهم مع كل تصعيد عسكري هناك، لأن الضحايا دائماً جنوبيون في معارك المتناحرين الشماليين.
وقد تحولت جبهة الساحل الغربي إلى هاوية مدروسة بعناية من أجل استنزاف أكبر عدد ممكن من الشباب الجنوبي، بحجة مناصرة الشماليين في حربهم مع الحوثي، وتحرير الجمهورية العربية اليمنية وتسليمها لصالح أطراف هي من سلمتها في الأصل للحوثي، وستسلمها مستقبلاً له كما فعل حزب الإصلاح في جبهة نهم والجوف قبل أيام.
ولذلك لا بد من صحوة جنوبية ترفض المخاطرة في الشمال، وتحث على الاصطفاف الجنوبي – الجنوبي في سبيل تحرير الأرض من دنس كل الغزاة في أبين وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة.
والجميع هنا مطالب تعزيز الحوار والوحدة الجنوبية، لأن البديل هو الاحتلال ولا مجال للتنازع والشقاق بين مختلف مكونات البيت الوطني الواحد.
فالعدو يراهن على صراع الجنوبيين ضد بعضهم، في الوقت الذي يجمع فيه الحطب لحرقهم جميعاً، ولتبديد حلمهم باستعادة دولتهم الجنوبية، التي سبق وأن خسروها بمؤامرات مماثلة خلال حقبة التسعينات الماضية.
والحرب اليوم لا تقل عن تلك شراسة، فالجميع ضدنا متحدون، وسيقاتلوننا كافة عندما تحين ساعة الصفر، وسيعيدون المنطقة إلى مرحلة الاحتلال والنهب الذي كابدناه في الاحتلال الأول.