جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):

تفاصيل غزوهم الشامل للجنوب ومساراته المتعددة

تعمل القوى السياسية الشمالية حالياً على ترتيب أوراقها استعداداً لغزو شامل للجنوب عبر بوابة شبوة بعد فشلها الذريع عبر جبهة الضالع وكهبوب، وتوظف لذلك كل طاقاتها وعناصرها الإجرامية.

ويقتضي الاتفاق الأخير بين الإخوان والحوثيين على سلسلة من البنود لضرب الوحدة الجنوبية تمهيداً لإعادة الاحتلال الشمالي للجنوب، ونهب ثرواته مجدداً من قبل تجار الموت المعروفون بعداوتهم للنزعة التحررية في الجنوب.

ومن شروط الاتفاق الأخير أيضاً، هي أن تبقى الحرب الإعلامية بين مختلف الأطراف الشمالية على أشدها، وأن يتكلم كل طرف عن الآخر بما يريد شرط ألا يقدم أحد منها على أي خطوات ميدانية إلا بالتوافق. وذلك ضمن تضليل الإخوان للتحالف والتمويه على عملهم المشترك ضد التحالف وشركائه الجنوبيين.

وحتى تتهيأ لهم الفرصة، كان لا بد من ذريعة لتبرير إجرامهم المقبل، وقد وجدوا في شريكهم الثالث (طارق عفاش) الحجة الأنسب لغزو الجنوب، من قبل الحوثي والإخوان، كما سبق ولعب الإخوان تلك الحجة لتبرير الغزو الحوثي – العفاشي في 2015.

ومسلسل تبادل الأدوار قائم بين قوى الاحتلال، وكلها مجمعة على ضرورة إبقاء الجنوب تحت وصايتها، حتى وإن اختلفوا في غير ذلك من المسائل الثانوية، لأن الأساسية هي الجنوب وغزوه بذرائع مختلفة، وكلهم على ذلك مجمعون.

وسيتم غزو الجنوب القادم عبر عدة محاور، حيث سيتم استنزاف الجنوبيين في جبهات الضالع ومكيراس والساحل الغربي، والهدف من ذلك قتل وإصابة أكبر عدد ممكن من مقاتلي الجنوب، وهو ما يمهد لغزو شامل عبر بوابة شبوة المحتلة، والتي يرفض الإخوان سحب قواتهم منها، رغم التزامهم بذلك في اتفاق الرياض.

يرافق المسار العسكري مسارات أخرى مختلفة، منها مسار الحرب النفسية عبر الإعلام وبث الشائعات من قبل عملائهم في الجنوب، وخاصة الإخوان والعفافيش، حتى لو كانوا جنوبيي المنشأ.

ولأن الشباب الجنوبي هو عماد حريته، فسيتم التركيز على تشتيت تلك الفئة بالقتل والتضليل الإعلامي، وصرفهم عن قضيتهم الأم بشتى الوسائل والطرق.

ولذلك لابد من استراتيجية جنوبية موحدة لردع الغزاة ومنعهم من تحقيق أحلامهم الاستعمارية، وتعمل على المسارات المضادة لحرب العدو.

وأهمها سحب كل الشباب الجنوبي من الجبهات الشمالية، حتى لا يكونوا لقمة سائغة للعدو، فهم نقطة ضعف الجنوب في الحرب المستعرة حالياً ومستقبلاً.

وبدلاً من تعزيز الجبهات الشمالية، يجب تعزيز الحدود الجنوبية، وحشد كل الطاقات العسكرية لتأمينها أولاً ودحر الاحتلال من الجبهات الشرقية لعدن، على أن يتم ذلك بأسرع ووقت ممكن، لأن عامل الوقت في صالح الخصوم.

إضافة إلى ذلك، ينبغي تبني خطاب إعلامي جنوبي موحد، لأن الأعداء يتوحدون علينا ولابد من الاتحاد في مواجهتهم، فالحرب شمالية جنوبية، ومن شذ، شذ في النار.

وعلى الجانب الأمني أخذ الحيطة والحذر، فليس كل من يظهر وده للجنوب هو فعلاً ناصح، وما نصائح نبيل الصوفي إلا جانباً من تضليلهم الإعلامي ضد الشعب الجنوبي، فهم إلى عهد قريب كانوا أعداءً لنا وللتحالف وسيعودون لتلك العداوة عاجلاً أم آجلاً.

فالحرب القادمة هي الأصعب في كل تاريخ الجنوب، ولا شك أن تكاليفها كبيرة لكنها تهون في سبيل الاستقلال، مالم فإننا سنظل تحت الهيمنة الشمالية إلى الأبد، وسنقتل أذلاء ومحتلين بعد أن كان أمامنا فرصة تاريخية للتحرر.