ياسر اليافعي يكتب:

لن ينتصر جاحد

في مأرب سقط أكثر من 50 شهيدا إماراتيا في العام 2015 أثناء معارك تحرير مأرب، يعني سيلا من الدماء، يعني تضحيات جسيمة، ورغم كل ذلك لم ينسحبوا أو يتراجعوا.

ظل الإماراتيون في مأرب يدافعون عنها بكل قوة ويتقدمون الصفوف حتى تحررت مساحات واسعة وصولاً إلى سد مأرب، لم يكن لهم هدف غير نصرة أبناء مأرب، لا عينهم على غازها ولا بترولها ولا حتى سدها الذي بناه الشيخ زايد رحمه الله.

أنفقوا ملايين الدولارات في التصدي لصواريخ الحوثي، وكنا نسمع كل يوم عن تصدي الباتريوت الإماراتي لصواريخ باليستية حوثية تنطلق على مأرب.

ولأن من يحكم مأرب يستلم توجيهاته من المرشد ووفق أجندة الإخوان أعلنوا الحرب عن هذه الدولة التي جاءت لمساندتهم، ونسوا كل تلك التضحيات والجهود.

شنوا عليها الهجوم بعد الهجوم وسخروا كل وسائل إعلامهم للمطالبة بإخراجها من مأرب والتشهير بدورها وتحريض الشعب اليمني عليها، لا لشيء إلا لأن جماعة الإخوان غير راضية عن الأمارات، وتريد أن تنتقم منها في اليمن ويدفع الفاتورة الشعب اليمني.

غادر جنودها رافعين الرأس بعد أن سطروا أروع الملاحم التي سيسجلها لهم التاريخ.

لم يقتصر الأمر على نكران دور الإمارات، بل أيضا القوات الجنوبية التي كان لها الدور الأكبر في تحجيم الحوثي، حيث حرضوا عليها في مأرب واعتبروها قوات تتبع الإمارات ويجب قتالها، وبالتالي حرفوا المعركة عن مسارها الحقيقي، وبدل من أن يحموا أرضهم ويحرروا صنعاء، دفعوا بقواتهم لاحتلال الجنوب لتنفيذ أجندة جماعتهم لا أجندة اليمن وشعب اليمن.

وفي تعز والساحل الغربي، حيث تحققت انتصارات نوعية للشرعية، هاجم حزب الإصلاح كل القوات التي قاتلت الحوثي، ومنها قوات أبو العباس وقوات الشهيد عدنان الحمادي، وقوات طارق صالح، بحجة أنها تتبع دولة الإمارات، مع أنها قوات يمنية وانتصرت على أرض يمنية وقدمت تضحيات أكبر مما قدمها حزب الإصلاح.

لعن الله الانتهازية السياسية والطاعة العمياء التي تكون على حساب الأوطان والمبادئ والقيم والثوابت.