فيصل الصوفي يكتب:

بين وكيلين: إصلاحي وناصري

قبل أيام شغب الوكيل الأول في محافظة تعز: هذا طارق صالح عفاش يجب أن يورد عائدات المديريات الساحلية الخاضعة لسيطرته إلى البنك المركزي في تعز؟

كان دليله على أن تلك الموارد هائلة، هو أن محطة كهرباء المخا- كما قال- أرسلت العام الماضي 140 مليون ريال إلى مركز مؤسسة الكهرباء في مدينة تعز!

ولأن الرجل قيادي في جماعة الإخوان، مهموم بالمكايدات السّياسية، ومشحون بالكراهية، فلا تستكثروا الكذب لو خرج من لسان إصلاحي يقال إنه حاصل على شهادة دكتوراه، يكذب وهو يعرف جيداً أنه كذاب.. فمن جهة أن محطة كهرباء المخا كانت تحصل على 144 مليون ريال شهرياً من الحكومة.. الحكومة قطعت هذا الدعم منذ مايو 2019.. والإصلاحي أبوعطالة يقول للناس: إن المحطة وردت إلى مدينة تعز 140 مليوناً!

لم يحصل شيء من هذا إن شئتم الحقيقة، لكن الرجل قلب الملايين رأساً على عقب.. جعل النفقات موارد.. وفي الوقت الذي كان فيه هذا الإصلاحي يشغب، ويقطر كذباً، كان الناصري المهندس رشاد الأكحلي وكيل محافظة تعز لشؤون مديريات الساحل، ومعه مدير عام مؤسسة الكهرباء المهندس عارف عبد الحميد، يعقدان اجتماعاً في المخا مع إدارة الكهرباء وموظفي محطة المخا البخارية، لمناقشة كيفية حل مشكلة المحطة، وكان من بين ما تم الاتفاق عليه أن تقوم سلطة تعز بتقديم النفقات التشغيلية اللازمة لتشغيل المحطة، وأن يتم تجميد تسديد مبالغ الاستهلاك الشهري السابقة لمنازل المواطنين إلى أن يتم اتخاذ قرار بشأنها، وإلى حين يقوم مكتب كهرباء محافظة تعز بطبع فواتير رسمية لكل المحافظة!

يعني، المحطة خربة، ليس لها موارد، ولا توجد فواتير استهلاك، ولا توريد، ولا ولا ولا، والإصلاحي يشغب: لقد وردت العام الماضي 140 مليون ريال.. ومن جهة ثانية، يقول لك: المديريات الساحلية الخاضعة لسيطرة طارق صالح.. ولن نعلق على هذه الفرية الإصلاحية الكيدية، لأن الذي تكفل بالرد عليها أسطع حجة، نعني بذلك وكيل المحافظة رشاد الأكحلي، الذي أمضى أسبوعاً كاملاً في زيارة مديريات المخا وذباب وموزع والوازعية، وأكد بعد التقائه برؤساء وأعضاء السلطة المحلية فيها، أنّ كل ما يشيعه الإصلاحيون بين الناس مجرد مناكفات لا ينبغي الالتفات إليها.. وأنّ هذه المديريات خاضعة للسلطة المحلية في تعز، وأنّ قيادة حراس الجمهورية لا يتدخلون في شئون السلطة المحلية لا في المخا ولا في غيرها.

وبتعبير وكيل المحافظة -وهو يخاطب مديري المديريات الساحلية- أمضوا قدماً في التنمية وتقديم الخدمات للمواطنين دون الالتفات إلى خطاب الكراهية والتثبيط، أو الدخول مع أصحاب هذا الخطاب في جدل عقيم.

كلام كهذا توجعت منه نفوس الإصلاحيين، وخاصة حين قال لوسائل الإعلام: إن المديريات الساحلية تتمتع باستقرار لا يتوافر في أي مديرية محرَّرة أخرى، ولا صحة لما يروج له البعض، بأنَّ مديريات الساحل منفصلة عن محافظة تعز.. وأنّ السلطة المحلية في مديريات الساحل هي امتداد للسلطة المحلية في محافظة تعز.. وما لاقيناه من رعاية وحفاوة استقبال من مسؤولي المديريات الساحلية ومن تعاون، يؤكد انتماء هذه المديريات للمحافظة.

لقد شعر الكذابون أنّ كلمات الصدق هذه، قد فضحت أكاذيبهم، لذلك شنوا على صاحبها حملة تشويه مخططة مقصودة، لكن الصدق بقي صدقاً، والحقيقة لا تُدحر بكذب كذابين ولو كثروا.