خالد سلمان يكتب:

"نهم" حصاد جيش الوهم والنهب الوطني!!

توقف زحف الجيوش المتوجة بأكاليل الدم والنصر المبين، عند مأرب، بعد استجداء جيش النهب الوطني، هذا التوقف من قبل دولة عربية، تحتضن تحت جناحيها الطرفين المذهبيين، وتكرس لهما مساحة واسعة من الدعم، والعون المادي والإعلامي، والمقصود هنا ربما قطر. 

استطاع الحوثي بأيام بسيطة، وجولات محدودة من المواجهة، أن يجتاح كجيش تتار كل الحصون والموانع، وأن يكشف عورات الجيش، صاحب البطولات الخارقة للواقعين، من البسطاء تحت حرابه، العاجز حد الخجل من ان يصمد أمام خصم يوازيه بالقوة، ويختلف عنه بإرادة القتال ونظافة يد قادة جيشه، الذي يحارب بعقيدة مذهبية، هي مدمرة للجميع، ولكنها تنتصر في كل مواجهاتها لأتباعهم، وأفكارهم المذهبية المغلقة. 

 الحوثي بملء الصوت ودون أن ينبس بالكلام، أكد ما يعرفه الجميع، ويتغافل عنه التحالف، بأن الجيش اللا وطني هو كذبة كبرى، وأن لا وجود له في الخنادق وأن عقيدته القتالية، غير ذي صلة بالعلوم العسكرية، وأنه جيش يعتمد على التعبئة والحشد الديني العاطفي والأدلجة. 

طوال سنوات لم تتراجع مكنة الحوثي، في أي من البقاع باستثناء مدينة عدن بشبابها ومقاتليها، ولَم تتعطل مكنة الزحف، إلا على أبواب الضالع الشامخة برجالها، لا بجيش النهب الوطني، وسلطة إدارة المال والأعمال، بزنس الدم وتجار الشنطة. 

لا أحد يعرف حتى متى سيظل هذا الجيش الخدمي المترهل، عالة على الشعب والجوار، وحتى متى ستظل بالوعة الجيش، قادرة على امتصاص الميزانيات، والاتجار بحقوق الأفراد ورواتبهم، وأسلحة الحلفاء. 

أظن هزيمة الجيش أمام أفراد الحوثي في نهم، يؤكد حقيقة مطلب الشعب وكشرط للانتصار، بضرورة تسريح هذا الجيش الفضائي، جيش الوهم والهزائم، تسريحه الآن وليس غداً.

ما لم ستظل المبادرة بيد الحوثي ومفاتيح النصر طوع بنانه، وبحسابات صراعات الإقليمي، تخسر السعودية وتكسب إيران. 

الجيش الوطني يمول الحوثي بالعتاد الثقيل، والحوثي يزود إيران بالسلاح!!!

مهزلة ترك الجيش لكل هذا السلاح الثقيل خلفه في نهم، يبعث على التهكم، من جيش يملك كل هذا العتاد، وتهزمه مجموعة أطقم، وسرايا راجلة!

أما تعز فتتحول من حلم لكل ناس ما حولها، إلى خطر على كل ناس ما حولها، حروب تصفيات واغتيالات بالجملة، استقدام مسميات عنف ديني، تخليق كيانات مماثلة لأحزاب الاٍرهاب، هيمنة بالقوة القهرية للدين السياسي على قيم المجتمع.

تعز أولوية قصوى، بحاجة إلى تحرير ناسها من سلطة العنف وزيف التدين. 

 إذا تحررت تعز من مليشيات الله على جانبي المذهبين، أنجزنا لليمن أكثر من نصف موضوعة الخلاص.