خالد سلمان يكتب:
التنظيمات الإرهابية والمنعطفات الدموية الحادة
جميعنا كنا نعلم مسبقاً أن الأمور لن تسير بلا منعطفات دموية حادة، في أبين وشبوة وغداً في حضرموت والمهرة.
كنا نعلم من واقع تجارب المواجهات مع هذه التنظيمات الإرهابية، أن الحرب النظامية أكثر وضوحاً في الجبهات المتقابلة، وأن الإرهاب هو الخصم الخفي غير المرئي، الذي يمتلك مرونة الحركة والتخفي والضرب المباغت وبمجاميع أقل وبدمار أوسع.
كنا نعلم أن القاعدة هي ساتر الدخان، الذي يختبئ خلفه "الإصلاح"، وهي عنوان التخادم المشترك مع الحوثي، وأن تداخل الإرهاب مع كل هذا الوضوح، إلا أنه يعقد المواجهة، لجهة أن طرفاً داعماً وممولاً له هو جزء من جسم النظام السياسي، وممثل في أعلى المستويات القيادية للحكم، حكومة ومجلس رئاسة.
كنا نعلم أن هناك من يخفي نوايا مضمرة، من خلف ترك الانتقالي يواجه منفرداً تيار الإرهاب، بهدف إضعاف مشروعه السياسي، وأن هذا التيار يتخطى تركيبته العنقودية ومصادره المحدودة، إلى كيان مؤسسي سياسي عسكري متغلغل في مفاصل الجيش، المسيطر عليه عقائدياً، لديه أرقامه العسكرية المتسلسلة، ميزانياته ومعسكرات تدريب وتمويل من الخارج ومن ميزانية الدولة.
نعم.. المهمة جسيمة وعدم خوض معركة جمعية متعددة الأطراف والمواقع والوسائل ضد الإرهاب، يكشف أن هناك من يريد أن يستنزف القوات الجنوبية، في حرب الشراك والمصائد، وأن هناك من سيكسب سياسياً من إضعاف هذه القوات وإخراجها من التسوية كقوة متماسكة، من حوارات الحل النهائي.
نعم الانتقالي يقدم نفسه كرأس حربة، فيلق صد متقدم ضد جحافل الإرهاب، ولكن هذه المعركة ستظل ناقصة إن لم تكن معركة المجتمع.
ليس بضرب النار وحده تُحسم المواجهة، ولكن بمشروع متكامل فيه التنوير والخطوات الإجرائية تجاه غلق مفارخ الإرهاب، في مدارس الكراهية الدينية ومنابر التكفير، وصولاً نحو قرارات رئاسية جريئة تلغي الألوية والمحاور غير الشرعية، والمليشيات ذات الولاءات العقدية، وتعيد هيكلة القوات على أكثر من مستوى، تبدأ من محور تعز وحتى المنطقة الأولى وغيرهما من تشكيلات عسكرية حزبية الولاء.
من غير الإقرار بأن وأد الإرهاب مسؤولية مشتركة، سلطة ومعارضة، بشراكة الشمال والجنوب، فإن المسألة تتحول إلى كمين يستهدف قوة الانتقالي تحت عنوان: "دعه يمر دعه يغرق"، "قلوبنا معك وسيوفنا عليك".