جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):

إعلام الإصلاح يغطي على خياناته بتسويق التهم ضد التحالف

لا تكتفي قيادة تنظيم الإخوان في اليمن بخياناتها المتكررة للتحالف، وآخرها بالطبع جبهة نهم، وحديثاً في الجبهة الشرقية لتعز، بل وترمي ما
تمارسه من خيانات على كاهل التحالف العربي، حتى لا تتحمل تبعات خياناتها في المستقبل.


ولأن الإمارات العربية المتحدة هي العدو اللدود للإرهاب والإرهابيين، فإنها تحظى بنصيب الأسد من تلك التهم الجائرة، لدرجة أنه لا يمر يوم دون
أن تكيل آلة الإخوان الإعلامية سيلاً من التهم ضد رجال وساسة الإمارات.


أحدث تلك التهم بالطبع، ما حدث في تبة المقرمي في محيط مدينة تعز، حيث سلم الإصلاح مواقعهم للحوثيين، واستبقوا الأمر باتهام التحالف بالوقوف
وراء ذلك، عبر تهديد مقاتليهم بالقصف الجوي إذا لم يسلموها للحوثي.


وهي تهمة لا تحتج إلى نفي، كون ورود الخبر في وسائل إعلام الإخوان دليلاً على عدم صحته، وهكذا هو حالهم في اختلاق الشائعات، فهم يكذبون كما
يتنفسون، وستكون الصدمة الفعلية لو أنهم توقفوا عن ذلك الطبع ولو لساعات.


إلا أن أهم وأبرز تلفيقاتهم الأخيرة كانت حول جبهة نهم، وعن الدور الإماراتي المزعوم في هزيمة حزب الإصلاح هناك، وسيطرة الحوثي على الالاف
الكيلومترات من بينها مواقع عسكرية معروفة بتسليحها وقوة تحصيناتها.


وتقول الإشاعة الإخوانية، أن الإمارات ضغطت على الرئيس هادي ونائبه ووزير دفاعه على ضرورة تسليم قيادة القوات المشتركة في نهم للواء صغير بن عزيز، المُتهم بولائه للحوثيين، والمسؤول الأول عن سقوط الجبهة في نهم والجوف.


وبحسب الإخوان، فإن الإمارات رتبت لذلك السقوط مبكراً، وجعلت حليفاً للحوثيين على رأس أهم جبهة عسكرية مواجهة لهم، رغم علمها بتواطئه مع
حلفاء إيران منذ سنوات حكم عفاش.


والحقيقة أن الأمر مختلف تماماً عن رواية الإخوان، فالإمارات بعيدة كل البعد عن جبهات صنعاء والجوف ومارب، وليس هناك طرف آخر يديرها غير
الإصلاح بقيادة محسن والمقدشي.


ومن غير المعقول أن يسمحا لقائد أياً كان أن يتولى منصباً حساساً في محيط سيطرتهم إلا بعد التأكد من ولائه للتنظيم في السر وفي العلن، وهذا ما حدث
بالنسبة لتعيين صغير بن عزيز لقيادة قواتهم في نهم.


وإذا كان المدعو بن عزيز على علاقة بالحوثيين منذ أيام نظام عفاش كما يزعمون، فإنها هذا يؤكد علمهم بحقيقته قبل وبعد تعيينه، وفي الحالتين هم
على تواطؤ بالأمر، ويتحملون تكاليف هزيمته.


وبغض النظر عن علاقة المدعو بالحوثي، فالجميع يعلم مدى التنسيق بين الطرفين برعاية قطر، وكيف تم التسليم والاستلام في جبهة نهم والجوف كما
سبق وحدث مرات عديدة، قبل وبعد عاصفة الحزم.


فكل القيادات الشمالية بشكل عام والإخوانية بشكل خاص، مشكوك في ولائها للتحالف، ولولا خياناتها له لما وصل الحوثي إلى ما وصل إليه من القوة
والمنعة.


فكل صموده الأسطوري الذي يتحدث عنه حلفاء طهران، ليس في الواقع إلا خيانات مدبرة من قبل أطراف إقليمية ودولية معروفة الانتماء والولاء.