جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
نيران وشيكة تطوق الجنوب وتستنزف شبابه
إن تحرك الإخوان باتجاه الجنوب وتفجيرهم للوضع عسكرياً سيكون له آثاره الكارثية ليس على الجنوب وحسب، بل على المنطقة برمتها بما فيها دول
الخليج.
وإذا لم يكن هناك تحرك جدي وفاعل وبأسرع وقت ممكن، فإن العواقب ستكون أشد وأنكى، وتؤكد سقوط آخر قلاع التحالف العربي في الجنوب، وشبه الجزيرة بكلها.
فالجنوبيون هم الحليف الذي لم ولن يغدر بأشقائه الخليجيين، ويتعرض ممثلهم الشرعي اليوم لمؤامرة عاتية بهدف إقصائه من المشهد السياسي الجنوبي من
قبل قوى متطرفة معروفة الانتماء والهوية، وتتفاخر بعدائها للتحالف والأشقاء في الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.
وتشير آخر الأنباء القادمة من مارب، أن الإخوان ينفقون كل جهودهم في سبيل الزحف على الجنوب عبر بوابة محافظة شبوة المحتلة، ويخططون ليس فقط تعزيز قواتهم في أبين وشبوة، بل والوصول إلى العاصمة الجنوبية عدن، وضرب التحالف العربي عبر الخلاص من أهم حلفائه في المنطقة.
وفي سبيل ذلك المخطط الإجرامي، سلم الإخوان جبهاتهم في الشمال لصالح الحوثي، حتى يتفرغوا تماماً لغزو الجنوب من جديد.
وبحجة مواجهة المد الإماراتي حسب زعمهم، يعمل الإصلاح على تدجين مقاتليه بالفتاوي التكفيرية ضد من يصفونهم بالملاحدة الجنوبيين، وهو استنساخ لما
سبق وفعلوه في حرب صيف 1994.
وبتجاهل التحالف لذلك التحشيد، سيكون من الصعب التحرك لاعتراضه مع مرور الوقت، فالتحرك الإخواني كالسرطان، يكون الخلاص منه أسهل إذا تم تشخيصه في مراحله التكوينية المبكرة.
أمّا إذا تأخر الأمر، فإن العواقب أدهى وأمر، لا سيما وأن المقاومة الجنوبية بكل تشكيلاها العسكرية مشغولة بمعارك الحوثي في الشمال، وهذه
كارثة أخرى على أدبيات الصراع الحالي بين التحالف وميليشيات إيران.
وكان الأولى سحب كل الألوية الجنوبية إلى الجنوب في أرضهم ومعركتهم الطبيعية، فيما يجب نقل كل ألوية الشمال إلى الشمال، حيث ينبغي أن يقف
الشمالي لتحرير أرضه.
الكل معني بكبح جماح الصراع القادم، والذي لا يستهدف أي طرف كما يستهدف باستثناء الشعب الجنوبي بالذات.
كما أن الألوية الشمالية في الساحل الغربي متهمة بالتحالف مع الحوثي، وهناك اختراق كبير حتى على مستوى القيادات، فكثير منهم منتمون للفكر
الحوثي، ولديهم أقارب من الدرجة الأولى في صفوف الميليشيات، فيما يضطر البقية منهم إلى التعاون مع الحوثي خوفاً على ذويه ومصالحه في مناطق
الشمال.
وفي جميع الأحوال لن يدفع ثمن تلك الخيانة إلا المقاتل الجنوبي الصادق مع الله والتحالف، كما رأينا من قبل في ضربة معسكر الاستقبال في مارب.
فمخطط احتلال الإخوان للجنوب يقتضي استنزاف الجنوب في الشمال، وقتل أكبر عدد ممكن من الشباب الجنوبي في الساحل الغربي.
وفي حال نجح الحوثيون في تصعيدهم بجبهة الساحل، فإن الإخوان ماضون في احتلالهم للجنوب، حيث يتولى الأول الهاء الجنوبيين بمعاركه الوهمية،
بينما يتولى الأخير ضرب الجنوب في عقر داره، وفي غياب خيرة مقاتليه عن أرضه.
المؤامرة تبقى كبيرة جداً، والشمال كله على قلب رجل واحد فيما يخص احتلال الجنوب، بينما يتشتت الجنوب في الشمال، وهو يخوض معركة ينبغي أن تكون من نصيب حزب الإصلاح وغيره من مكونات الشمال السياسية.