جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):

الشرعية سقطت في الشمال وليس لها موطئ قدم في الجنوب

لم يعد اتفاق الرياض ذا أهمية ببعد سقوط مناطق سيطرة الشرعية في الشمال، وتسليمها لمناطق شاسعة للحوثيين طواعية ودن أي مقاومة تذكر.


وبإقدامها على ذلك، تكون الشرعية قد سقطت أخلاقياً وسياسياً، فهي متورطة مع الحوثي في كل ما قام يقوم به من تقدمات ميدانية، وفي حال افترضنا حسن النية، واعتبرنا الشرعية قد هُزمت في معاركها مع الحوثي، فهاذ يؤكد أنها هزيلة وعاجزة، وليس بمقدورها حماية مناطق سيطرتها من الحوثي، وبالتالي فهي غير مخولة بأن تكون طرفاً في أي اتفاق بعد اليوم.


وبدون شك سيكون من الظلم أن تجلس تلك الشرعية الكسيحة مع تنظيم قوي جداً مثل المجلس الانتقالي، كون الأخير يستمد شرعيته من الشعب الجنوبي، وتلتف حوله كتائب المقاومة الوطنية.


أما الشرعية، فلم يتبق من شرعيتها إلا الجماعات الإرهابية، وما تسعى للحصول عليه عبر الطرق المختصرة بعد ن أدركت انعدام شعبيتها في الجنوب
والشمال.


وإذا كان الشمال قد تحلى عن تلك الشرعية، وفضل الوقوف إلى جانب ميليشيات الحوثي، فكيف سيقبل بها شعب الجنوب ذو التوجهات التنويرية التحررية!
وعليه فإن الشرعية باتت في عداد الموتى، ولا بد استعاضتها ببدلاء أقوياء لدفع زحوفات الحوثي باتجاه الجنوب، أما إذا كان هناك إصرار على فرض تلك
الشرعية الإخوانية في الجنوب، فإننا بذلك نسلم المحافظات الجنوبية للحوثي ولكن، بطرق ملتوية ومكلفة، وستكون النهاية الحتمية هي انتصار الحوثي.


وحتى لا يتكرر في الجنوب ما سبق وتكرر في الشمال، لابد من استئصال تلك الشرعية واجتثاثها من الوجود، لما في ذلك من أمن وسلامة لأرض ووحدة شعب الجنوب.


وقد أصبحت شرعية الإخوان مثل الخمر، إثمها أكبر من نفعها، وأصبحت أقرب ما تكون إلى أعضاء فاسدة ومسرطنة في الجسد، ولابد من بترها حتى لا يمتد سوؤها إلى باقي الأعضاء.


وعلى التحالف أن يدرك أن مستقبل الشرعية لن يكون أقل كلفة من حاضرها وماضيها، بل على العكس تماماً، سيكون في ذلك طالع سوء وشؤم على المنطقة العربية بكلها.


أما عن انتصارات الشرعية الوهمية في وسائل إعلامها، فهي في الواقع جرائم حرب ترتكبها ضد أطراف غير كفؤة لها في العتاد أو العدد، وهي بقمعها لها
تريد أن توصل رسائل تخويفية للجنوبيين، حتى تثبت ولو ظوراً أنها لاتزال تمتلك ما تستقوي به علينا.


وهي بقمعها للشعب الجنوبي، تعجل من قرب حتفها وتشرد أعضائها إلى الأبد، فواقع اليوم غير الأمس، والصمت الجنوبي على قمع إخوان الشرعية لن يطول.


وهم بتحشيدهم المستمر في المحافظات الجنوبية، إنما يحفرون قبورهم بأيديهم، ويسعون إلى الانتحار على يد رجال المقاومة الجنوبية الشجعان.


ومن يدري؟ قد تكون المواجهات القادمة بين الشرعية والانتقالي بمثابة رصاصة الرحمة التي تنتظرها منذ سنوات، لكي ترتاح هي ونرتاح جميعاً.