جهاد الحجري يكتب:
خطورة العفافيش على الواقع الجنوبي الراهن
يلعب العفافيش دوراً محورياً في العداء الشمالي للجنوب، وقد تزعم الهالك عفاش غزو الجنوب مرتين من قبل، إحداها بالتعاون مع الحوثيين، والسابقة
بشراكة إخوان اليمن.
كما أن ما نهبه عفاش بمفرده من ثروات الجنوب يكفي لجعل البلاد في مصاف الدول العالمية الكبرى، ناهيك عن بحيرات الدماء التي سفكها منذ 1994 وحتى
2015.
إضافة إلى ذلك، فإن أنصاره معروفون بالغدر والخيانة والتقلب على مختلف الألوان، ولا غرابة أن نجدهم اليوم يتدثرون برداء القضية الجنوبية، طمعاً
في غايات أخرى قد لا تكون محمودة العواقب.
وهم بانسلاخهم عن محيطهم الشمالي وتلونهم بألوان الجنوب لا يعني فعلاً أنهم يخدمون قضية أو شعب الجنوب، فهم حتى اليوم لا يقرون بجرائم الهالك
عفاش بحق الشعب الجنوبي، ولم يسبق أن سمعنا أحدهم يعتذر عن ظلمهم لنا، بل على العكس تجدهم يلتمسون الأعذار البارد لماضيهم الأسود، بل ويصوروه
بالزمن الجميل في تاريخ الجنوب.
والسبب في ذلك أنهم مردوا على النفاق، ويعلمون أن احتلال الشمال الجنوب هو غاية عليا بالنسبة لهم، فهم لا يستطيعون العيش بدون ثروات الجنوب، وهم
على استعداد لفعل أي شيء في سبيل نهبه مجدداً، كما كانوا يفعلون بالأمس القريب.
كما أن تزلف العفافيش للجنوبيين سيكون له خطورة عظمى في المستقبل، فقبولنا بهم يشترط بالضرورة القبول بالمكونات الشمالية الأخرى بما فيها
الإخوان والحوثيين.
ولا ننسى أنهم إلى عهد قريب كانوا يقاتلون مع الحوثي جنباً إلى جنب، ومن البديهي أن يكون لذلك التحالف آثاره وترابطه حتى اليوم، وقد يسلك
العفافيش مناطق سيطرتهم للحوثي كما سبق وفعلوها معه بالأمس، فهم وجهان لعملة واحدة في معظم الأحيان، أو على الأقل هم أقرب للحوثي من غيرهم،
وأبعد ما يكون عن الشعب الجنوبي.