إن أخطر رجالات أي تنظيم إرهابي لا تكون في الغالب تلك الظاهرة أمامنا والتي تظهر في الإعلام بشكل دوري، وباتت واضحة ومعروفة للجميع، ولكنها تلك العناصر الخفية التي تدير المشهد عن بعد وتتخفى بمظاهر مختلفة بعيدة عن وجهها الحقيقي والعميق.
وفي الحالة الحوثية، فإن معظم عناصر ذلك التنظيم الإرهابي ليست الوجوه المعروفة لدينا، فهي مجرد أسماء للاستهلاك الإعلامي، ولا يشكل تحييدها من عدمه أي تأثير على سير المعارك، كما لا يحد من خطورة التنظيم على خصومه.
أي أن الأخطر بالنسبة للحوثي ليست تلك الأسماء التي في صنعاء ولا حتى التي في طهران، بل التي تتواجد في الرياض وتحت مظلة التحالف، وتزعم عدائها للحوثيين، وهي تدير المعارك من قلب المملكة.
مشتبهون في ذلك كثر، وكل من هم بالرياض متهمون بالتآمر مع الحوثي ضد التحالف، وأبرزهم وبلا شك قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، العدو اللدود للتحالف وللجنوب.
إضافة إلى قيادات الإخوان، فإن كثير من مسؤولي الشرعية ينتمون إلى جماعة الحوثي، وتربطهم به صلات واضحة وموثقة، ولديهم أقارب في مناصب عليا في قيادة الميليشيا في صنعاء.
ولذلك فإن قيادة التحالف مخاطبة بالتحقيق في هوية كل من في الرياض، فجميعهم متهمون حتى تثبت براءتهم، وتتكشف الكثير من الأسرار الحوثية من داخل الرياض أكثر من أي مكان آخر، وسيدرج الحوثي أسماءهم ضمن قائمة أسراه لدى التحالف.
وبعيداً عن التكهنات غير المنطقية، فإن عملاء الحوثي في الرياض أكثر بكثير من حلفاء التحالف هناك، وأولهم الجنرال العجوز، الناصر الأول للحوثيين، وكل منهم على شاكلته من أصحاب الوجوه المتلونة أمثال معمر الإرياني وجباري والشايف وغيرهم.