علي ثابت القضيبي يكتب:
مايَدورُ هُنا مُخططٌ لهُ !
/ مَن يتأمّل في مصفوفة العبث الذي يطحننا هنا ، وأنا أتحدّث عن إنقطاعات الكهرباء والمياه والرّواتب وإنهيار الدولة .. إلخ ، يُداخلني شعورٌ قويٌ أنّ كل ذلك ممنهجاً ، وكله يجري بقناعة كل الأطراف – السلطة الشرعية / التّحالف / الفاعلين الدوليين والمنظمة الدولية – لأننا تحت البند السابع ، ولأنّهُ – مثلاً – ببيعِ شحنة واحدة من نفطنا الذي تنهبُ إيرادته وتتقاسمها السلطة ، فبهذا المبلغ يمكن إنشاء محطة كهربائيةٍ متكاملة ، وهي ستخفف العبئ في الطاقة ، أي ستُزيح شيئاً من الهمومِ التي تطحننا كشعبٍ في كل صيف وطوال العام ، لكن ..
2/ ونحنُ نفترض – وهذا أكيدٌ وقطعي – أنّ سُلطتنا فاسدةٌ وناهبة لإيرادات البلاد ، وبِحسب قرارات الأمم المتحدة بشأننا ، فقد خُول للتحالف بإدارة شؤوننا خلال الحرب ، فلماذا يصمتُ التّحالف على هذه السلطة ؟! ولماذا يديرُ ظهره لتعييناتها العبثية للفاشلين وغير المؤهلين واللصوص كوزراء في البلاد ؟! ولذلك يطحننا العبث وتفتكُ بنا المساوئ ، وٱخرها الكارثة الكونية ( فيروس الكورونا ) الذي لم تستعد له هذه السلطة بشئٍ جديٍ مطلقاً .
3/ كلٌ ما يدورُ هنا يقنعني أنهُ مُدبّرٌ ومُخطّطٌ له وبإتقانٍ ، والغاية هي تهيئة منطقتنا لسيناريوهاتٍ رسمها الفاعلين الكِبار في العالم ، ولولا ذلك ، لما بقي أشخاص كالرئيس المغلول اليدين عبدربه في منصبهِ ، أو حتى نائبه اللاعب الفاعل وورقة الچوكر في تنفيذ المخططات إيّاها ، أو يبقى شخص عاجز وناهب كالمقدشي كوزير دفاع ، وهو الذي لم يُحقق أي نجاح عسكري يُذكرُ طوال الحرب ، بل بالعكس .. كما وبِزوال هؤلاء سَتُزاح من قائمة الوزراء والمسؤولين أسماء لا حصر لها ، وستتغير الأحوال ولاشك ، لكن كلٌ هذا مُخَطّطٌ لهُ ، وهؤلاء هم أدوات هذا المخطط .
4/ صمتُ أخوتنا في دول التحالف العربي يصعقني ، فهم في مقام الأخوة أصلاً ، ونحنُ – خصوصاً في الجنوب – تعاطينا معهم وما انفكينا وفقاً لهذا التّصنيف ، ولا أدري كيف يقبلُ الأخ المُقتدرُ بل والمتولي لشؤون أخيهِ وبتفويضٍ دولي ، كيفَ يقبل أن يتركهُ مطحوناً تسحقهُ دوّامة العبث أمام ناظريه ؟! لايحدثُ هذا إلا إذا كان مدروساً ومخططاً له ولاشك .
5/ اليوم ، الأحزمة الأمنية والنخب الجنوبية وقطاع عريض من جيشنا وموظفينا بدون مرتباتٍ ، وهذا لأكثر من ثلاثة أشهرٍ ! وهؤلاء لديهم أُسراً يعولونها ويطعمونها ، فمن أين تأكلُ أسرهم إذاً ؟! كما والصيف يزحفُ بعبئِ قيضه وحرارته ، والكهرباء تعمل لساعاتٍ وتنطفئُ مثلها ، وهناك مرضى ومسنين يعانون الأمرّين جرّاء ذلك ، وأنتم لاتشعرون بكل هذا ، لأنّكم وشعوبكم مُرَفّهين ، ولذلك لاتشعرون بوطءِ وعبئ عبث دقيقة من كل ما نُعانيه ويطحننا هنا !
6/ في جنوبنا ، نحنُ شاركناكم ميادين القتال جنباً الى جنب ، ونجحنا وطردنا الحوثيٌ خصمنا وخصمكم من أراضينا الجنوبية ، وكُنّا صادقين كل الصدق في التّعامل ، وفي جغرافيا الشمال أنتم تعرفون ماحصل هناك ولخمس سنوات ، إذاً لماذا تتركونا نهباً لكل هذا العبث الذي يسحقنا بأبشع الصور ؟! لماذا بالله عليكم ؟! ولماذا تقفون في وجوهنا ونحنُ نرومُ الى تقرير مصيرنا وإدارة جنوبنا والنهوض به بحسب قدراتنا ، أو بحسب ماقدّره الله لنا ؟! أبحثوا في كل هذا وتأملوه جيداً ، ولاتنسوا أننا – الجنوبيين – شعبٌ حيٌ حقاً ، وأنّهُ بإمكاننا قلبُ الطاولة وتغيير أرقام المعادلة ، وأنتم لديكم معطيات وقراءات واقعية بهذا الصّدد .. أليس كذلك ؟!