فاروق يوسف يكتب:

وكلاء مأجورون وأتباع مرتزقة وارهابيون

استفادت إيران من الوقائع الكارثية التي شهدها العالم العربي، بدءا من احتلال الكويت وانتهاء بالحرب السورية وحرب اليمن مرورا بغزو العراق واحتلاله من قبل الولايات المتحدة.

ثلاثون سنة كان العالم العربي شهد فيها انهيارات متلاحقة فيما كانت إيران تستثمر على الأرض ما لم تكن تحلم بالحصول عليه من أرباح على الصعيدين المادي والبشري.

ذلك ما كانت تنظر إليه باعتباره رصيدها وهي تحاور العالم من موقع القوة. فوقوع دول مثل لبنان والعراق واليمن وشيء من سوريا تحت هيمنتها من شأنه أن يضعها في مصاف الدول التي ينبغي الانصات إليها.

ما فعلته إيران على صعيد تمددها لم تفعله دولة من قبل في الخمسين سنة الأخيرة.

لقد أسست جيوشا محلية تابعة لها مستفيدة من المزج بين الدين والسياسة لتمسك من خلالها بالأرض في دول صارت تدور في فلكها. حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وجماعة الحوثي في اليمن والميليشيات متعددة الجنسيات في سوريا. تلك هي جيوش إيرانية منظمة.

ومثلما استفادت إيران من الانهيارات السياسية في العالم العربي فإنها وضعت نصب عينيها القيام بغواية الولايات المتحدة من أجل توقيع الاتفاق النووي وهو ما ساعدها على الحصول على أموال طائلة انفقتها على برامج التسليح التي تقع ضمنها مسألة تمويل وتجهيز الميليشيات التابعة لها بالمال والسلاح.

وهكذا كان حصاد إيران عربيا وعالميا يجري بطريقة متوازنة.

في أسوأ الحالات كانت إيران تخطط لحرب بالوكالة ضد العالم الخارجي.

كان المخطط الإيراني ولا يزال يقوم على أساس جر دول المنطقة إلى القبول بوصاية الولي الفقيه لا على أتباعه المباشرين وهم مرتزقته في لبنان والعراق واليمن حسب بل وأيضا على نسبة لا يستهان بها من مواطني تلك الدول.

تلك اللغة يمكن العثور عليها واضحة في خطابات حسن نصرالله وتهديدات عدد من الميليشيات العراقية وأخيرا في الصواريخ الإيرانية التي ضربت المنشآت النفطية السعودية وتبنى الحوثيون عملية اطلاقها.

انتقلت إيران إلى الحرب من خلال وكلائها بعد أن صار جليا بالنسبة لها أن مشروعها التوسعي يتعثر بل أنه آخذ في الانحسار بسبب عجزها عن تمويل ميليشياتها بعد اعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها.

فبعدما كانت إيران تنفق على مرتزقتها صار على أولئك المرتزقة أن ينفقوا عليها. وهو ما لا يمكن التعويل عليه طويلا بسبب وقوعه في دائرة الحظر الأميركي. وهو ما يفسر جزء من الأزمة المصرفية في لبنان واقتراب العراق من حافة الافلاس.

كان المسعى الإيراني يقوم على أساس تمكين منظمات ارهابية مثل حزب الله في لبنان وحزب الدعوة في العراق من وضع المال العام في خدمة المشروع الطائفي الذي يتجلى من خلال اقامة مجتمعات مسلحة تضع نفسها في خدمة الولي الفقيه.

كان صادما بالنسبة لإيران أن يواجه ذلك المسعى برفض شعبي في الأوساط الشيعية في لبنان والعراق. لذلك فإن اعلان حالة الطوارئ من قبل الميليشيات الإيرانية كان ضروريا من أجل أن تبلغ إيران العالم بأنها لا تزال تمسك بالأرض التي يمكن أن تحارب فيها وهي أرض ليست إيرانية.

كانت المقاومة شعارا زائفا زينت به إيران ميليشياتها.

ولو استعرضنا المقاومين سنكتشف أن إيران تراهن على مجاميع من المرتزقة واللصوص وقطاع الطرق والأفاقين والمهربين والمزورين. من حسن نصرالله الذي يقبض راتبه الشهري من إيران إلى هادي العامري الذي حارب مع إيران ضد بلاده ثمانينات القرن الماضي، يمتد خيط الخيانة العظمى.

المقاومون الموالون لإيران هم خونة لبلادهم إذا ما احتكمنا إلى القانون الدولي.

إنهم جنود صغار ينفذون أوامر الولي الفقيه.

في ذلك يتساوى زعماء الميليشيات وأصغر أفرادها.