جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
ما جدوى تحرير صنعاء من البيضاء بعد تسليم نهم للحوثيين؟
تفاجأنا مؤخراً بحملات إعلامية مضللة لتنظيم الإخوان في اليمن يزعم قرب السيطرة على صنعاء وتحريرها من الحوثيين عبر جبهة قانية، أبعد أراضي الشمال عن العاصمة اليمنية.
وعلى الفور بدأت حملة أخرى لتسليح الجماعات المتطرفة التابعة لحزب الإصلاح مثل القاعدة وداعش، وتعمد إرسال تلك التعزيزات عبر منافذ جنوبية بحتة لأهداف غير معلنة.
والسؤال الأهم، هل فتح جبهة أخرى في قانية ضد الحوثيين سينجح في استعادة صنعاء في الوقت الذي تخلت فيه قوات الإخوان عن جبهة نهم وصرواح بعد أن كانت على بعد عدة كيلومترات منها؟
وهل تجنيد العناصر الإرهابية المعروفة بمعاداتها للجنوب ستنجح في ذلك؟
لا شك أن الأمر فيه ألف إنّا، فصنعاء لن تتحرر مطلقاً من الحوثيين طالما والإخوان يقودون الجبهة لتحريرها، فقد ثبت على مدى خمس سنوات أنهم مجرد لصوص تقتات على دعم التحالف دون أن تقدم مقابل فعلي على الأرض.
ثم إن أبرز منجزات شرعية الإخوان هو رعاية التنظيمات الإرهابية ونشر ثقافة القتل والاغتيال باسم الدين، وسيكون الخطر الأكبر هو نشر تلك الثقافة التدميرية في المناطق الجنوبية المحاذية للجبهات الشمالية، وتحديداً مديريات يافع.
فقد سعت قوى الشر الإخوانية منذ أغسطس 2019 إلى ضرب قبائل المثلث الجنوبية عبر عدة محاور، منها ضرب كل واحدة بالأخرى عبر الترويج للفتن المناطقية بين كل من يافع والضالع وردفان.
وترى تلك القوى أن مواجهة كل طرف جنوبي على حدة سيكون أسهل بالنسبة لها، ولن يتم إلا بالفتن والتحريض ضد الجميع.
إضافة إلى ذلك، سيتم فتح جبهة عسكرية في يافع وردفان من قبل عناصر إرهابية موالية لحزب الإصلاح، وهذا ما يتم التحضير له حالياً على أطراف يافع.
وقد حذر الكثير من المحللين الجنوبيين من خطورة ما يتم تحضيره في مطابخ الإخوان ضد يافع بالذات، وكيف سيتم استنزافها بحروب عبثية طويلة الأمد، وقد تستمر حتى بعد انتهاء الحروب مع الحوثيين.
حيث ستنتهي تلك الجبهة في البيضاء بتقدم الحوثيين وانسحاب القاعدة وأخواتها إلى مديريات يافع كما يحدث حاليا في مارب، حيث أن نفس المخطط يتم التحضير له أيضاً في أبين وشبوة.
وفي كل الأحوال، فإن حقيقة تنظيم الإخوان لم تعد خافية على أي طرف، وما يحدث من تسليم للجبهات في الشمال وزراعة الإرهابيين في الجنوب إلا خير دليل على خطورة ما يخطط له مستقبلاً في الجنوب والشمال.
وعلى كل القوى أن تتكاتف أولاً لضرب الخلايا الإخوانية وإسقاط دورها في التحكم بالشرعية، مالم فإن الجميع مستهدف بما في ذلك وحدة الجنوب وسلامة شعبه وأراضيه.