عمر علي البدوي يكتب:

الدوحة: خزائن الشائعات

للحفاظ على حيوية قضيتها التي تتراجع بمرور الوقت وتضيع بين الأحداث الجسام التي تواجهها المنقطة والعالم، تفتح الدوحة خزائن الشائعات التي لا تنضب لديها، وتحيي عناصرها الخاملة من الحرس القديم لتنشيط خبر عزلتها وإعادته إلى الواجهة.

يتدخّل رئيس الوزراء القطري الأسبق الشيخ حمد بن جاسم بين حين وآخر على توتير بتغريدات خالية من المضمون والقيمة إلا محاولة إثارة الموضوع القطري وإعادة الوهج إليه، وذلك بربطه في كل مرة بحدث؛ مرة حول جائحة كورونا وأخرى بأسواق النفط أو طبيعة العلاقات الخليجية والدعوة إلى ضرورة مراجعتها والنظر إليها عبر زاوية الوضع المستجدّ.

ولا تتوقف المنصات الإعلامية، الممولة قطريا، عن الاستمرار في تلفيق الأخبار والترويج للشائعات، ربما للتغطية على فشل شبه كامل في تعامل الحكومة القطرية مع الجائحة. إذ تسجل زيادة في الإصابات لا تتناسب مع تعداد السكان في حال اتخذت تدابير أكثر وعيا وحرصا. كما يدور جدل ونقد مكتوم في الأوساط القطرية عن تسبب خطوط الطيران الرسمية في فتح أبواب المخاطر بإصرارها على تسيير الرحلات وحماية أرباحها دون أن تأبه أو تراعي ما يمكن أن يجرّه ذلك من نتائج وخيمة تهدد صحة المواطنين وتحصد أرواحهم.

وتواجه قطر أزمة بسبب حجب الحقائق حول مصير العمال والظروف غير الإنسانية التي يعيشونها ممّا تسبب بتفشي الوباء في أوساطهم.

مجددا، تواظب الدوحة على تزوير الحقيقة، وتواصل بث الدعاية المضللة لشعبها المغلوب على أمره ولبقية شعوب المنطقة ممن استسلم لزيف منصاتها المفتوحة كل الوقت تلميعا أو تشنيعا، وذلك خدمة لنفس الأجندة التي تدفع قطر ثمن الارتباط بها والارتهان لرعاتها، بعد قرار الرباعي العربي قطع الطريق على استمرار الجار في مواصلة أدواره الضارّة والمكلفة لأمن واستقرار جيرانه ومحيطه الطبيعي.

ودعيت الأبواق الإخوانية واستحثت على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات الممولة قطريا للمشاركة في هذه المناسبة التي تكثف من دخان التزييف والترويج لصمود النظام في قطر وصناعة سردية زائفة عن حقيقة المقاطعة والأسباب الموضوعية التي دفعت الرباعي العربي إلى اتخاذ هذا الموقف.

يحدث هذا على مسافة زمنية قصيرة من انتكاسة المحادثات السعودية القطرية لتفكيك الأزمة بعد أن لمست الرياض مراوغة قطرية تؤكد سوء نيتها وضعف استعدادها لإنهاء الأزمة والاستجابة لشروط الحل.

وقد علّقت الدوحة الكثير من الآمال على عتبة أبواب الرياض وانتظرت انفراجة تخفف من وطأة العزلة التي تعيشها وألقت بعرض الحائط كل دعايات الصمود والسيادة التي كانت تنفخ فيها طوال الوقت.