ياسر اليافعي يكتب:
إلى المغرر بهم.. عودوا إلى صوابكم!
الشرعية في أضعف مراحلها، وهي منقسمة بل شذر مذر، ومن لم ينتصر ومعه ألوية كاملة داخل عدن، وخلايا بكل حارة، ومليارات وشاصات يوزعها لشراء الذمم، لذلك لن ينتصر اليوم وهو مشرد ومبعد..
اجنحوا للسلام، لا يدفعون بكم لقتال أهلكم وهم يسلمون محافظاتهم تباعاً للحوثي.. الدعوة للسلام مصدرها قوة وإرادة وتضحيات شعب..
المرحلة الحالية تحتاج تكاتفا لمواجهة كورونا وإبعاده على الجنوب، وأنتم تحشدون لقتال أهلكم وكأنكم ذاهبون في نزهة.
الناس لها تضحيات واستحقاقات لن تتنازل عنها لمجرد رغبة شيطانية بإعادة الجنوب لزمن وصاية الإخوان والفاسدين.
إلى هذه اللحظة ونحن نتمنى أن لا يحدث قتال في شقرة بمحافظة أبين، ونتمنى تطبيق اتفاق الرياض مثل ما ورد في مسودة الاتفاق النهائية، لتجنب المحافظات الجنوبية ويلات الحروب.
المرحلة الحالية هي مرحلة مواجهة كورونا، وكلنا يعلم الوضع الصحي في عدن وباقي المحافظات وماذا يعني انتشار كورونا في هذه الوقت، وكذلك هي مرحلة مواجهة الصيف الساخن في عدن، ومرحلة التهيئة لعملية سلام شامل ودائم، لأن الناس تعبت من الحروب في الشمال والجنوب بعد أن فشل الإخوان الذين يسيطرون على الشرعية في تحرير شبر واحد من المحافظات الشمالية بل يخسرون المحافظات تباعاً.
لا نقول هذا الكلام من ضعف، بالمطلق القوات الجنوبية في أبين تنتظر فقط الطرف الآخر يفجر الوضع، وعندها سيدرك هذا الطرف ما سيحدث له وله تجارب في مواجهة هذه القوات.
ما يجب أن يدركه المغرر بهم أن القوات التي تتواجد في شقرة تنقسم إلى ثلاثة أقسام، ترفع شعارات تخدع بها الشعب اليمني وهي بعيده كل البعد عن هذه الشعارات.
وهذه الأطراف هم مليشيا الإخوان الذين يتم إداراتهم من قبل تنظيم الإخوان الدولي في تركيا، وهم الأكثر تحمساً للحرب ولا يهمهم من يسقط من أبناء الجنوب أو الدمار الذي يلحق بالمدن والمدنيين، المهم ينتصرون لمشروعهم في المنطقة، لا يفكرون بالوحدة مثل ما يدعون لا استعادة شرعية مزيفة لم يستطيعوا إعادتها إلى مناطقهم، ولا يهم ايضاً أن تسقط مأرب بيد مليشيا الحوثي، ما يهمهم تحقيق طموح تركيا بالسيطرة على المنافذ البحرية والسواحل الجنوبية.
هؤلاء شاهدناهم مساء أمس يعلنون عن معركة ويطلقون لها اسم ويعينون لها قيادات، وهم في فنادق وفلل خمسة نجوم بتركيا والدوحة هم وعائلاتهم، أي يتاجرون بدماء الأبرياء والمغرر بهم لتحقيق المزيد من المال والثروة والشهرة في قنوات الإخوان.
والطرف الثاني هم قوى النفوذ، والذين يريدون عودة نفوذهم إلى عدن ويظلون هم محتكرين كل شيء حتى الهواء، وهم ايضاً لا يهمهم الوحدة اليمنية ولا الشرعية ولا يريدون تطبيق النظام والقانون لأنهم أكثر المتضررين من قيام دولة حقيقية.
هؤلاء أذاقوا عدن وأبناءها المر خلال 5 سنوات بسبب احتكارهم ملف المشتقات النفطية واستخدام هذا الملف أداة ابتزاز لتحقيق مكاسب سياسية ومادية لهم، ومن عذب أبناء عدن لن يكون معها في يوم من الأيام.
كما حولوا الوظيفة العامة للدولة أداة ابتزاز وشراء الذمم وحدث أكبر فساد وعبث في تاريخ اليمن الحديث، فمثل هؤلاء الوطنية بعيدة عنهم كل البعد.
والطرف الثالث وهم الجنوبيون المغرر بهم وهم قيادات جنوبية ولكن يتعرضون لإحراجات ممن ظل يمولهم طوال الفترة الماضية أي قلوبهم مع الجنوب وأفعالهم ضده ويحتاجون إلى المزيد من الحوار والتواصل معهم.
في الأخير هي رسالة للمغرر بهم من أبناء الجنوب في صفوف هذه الأطراف، لا يخدعوكم بشرعية ولا وحدة ولا أقاليم، هؤلاء لا يفكرون إلا في مصالحهم، وعندهم عادي تتحول عدن إلى حلب أو موصل مقابل تحقيق حلم جماعتهم، أو بقاء مصالحهم ونفوذهم، لذلك نصيحة لا تكونوا أدوات لهم.
وما يجب أن تدركه تلك الأطراف، أن شعبا في الجنوب قدم تضحيات كبرى ولن يتنازل عنها ولا عن مشروعه ولا أهدافه في أي حال من الأحوال، ومن لم يستطع إسكات هذا الشعب وهو يمتلك قوة وجبروتا لن يستطيع أن يسكته هو مجرد شارد وهارب وينفذ أجندة غير وطنية وليس لليمن علاقة بها بالمطلق.
لذلك عودوا إلى صوابكم وابتعدوا عن المتاجرة باسم الشرعية والوحدة، لأن الناس في الشمال قبل الجنوب كشفت حقيقتكم وحقيقة فسادكم وانتهازيتكم.