وليد ناصر الماس يكتب لـ(اليوم الثامن):
كورونا العاصمة عدن.. بين الحقيقة والإشاعة !!!..
انتشرت في اليومين الماضيين ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر بعض الصحف والمواقع الإخبارية سواءا الحزبية منها أو المستقلة، أخبار ومعلومات تفيد بوجود مرضى وحالات وفاة يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا في العاصمة عدن.
وبصرف النظر عن صحة تلك الروايات من عدمه، إلا أننا رأينا استغلال سياسي بشع لفرضية الواقعة، فإعلام الحكومة الشرعية المناوى للمجلس الانتقالي ذهب إلى أبعد ما يمكن من خلال الاحتفال بهذا الحدث، وعمل على الترويج الرهيب لتلك الروايات، مع إضافات واضحة عليها، معتبرا ذلك مؤشرلمدى إخفاق سلطات الانتقالي التي تدير المدينة منذ فترة، وتحميلها في ذلك المسئولية الكاملة عن انتشاره وتداعياته على سكان المدينة، إذ يرى انصار هذا التيار في تفشي وباء كورونا في أوساط السكان، فشلا جديدا يضاف للمجلس الانتقالي، ودليلا آخرا على عجزه في إدارة المدينة.
وعلى نفس السياق ذهب انصار المجلس الانتقالي لاعتبار أخبار الاشتباه بوجود كورونا في مدينة عدن، شائعة لا أصل لها، استغلها خصوم المجلس من انصار الشرعية خصوصا بعد إعلانه الأخير وشروعه ذاتيا في إدارة المدينة وسائر مدن الجنوب، ومؤشرا مهما على مدى الهزيمة الماحقة التي لحقت بهؤلاء الخصوم، حيث كانت كفيلة لدفعهم نحو خلق الوقائع غير الموجودة، وافتراء الأكاذيب والشائعات، ونسج الفبركات، بهدف تعويض انتكاستهم، من خلال إيجاد عوامل الخوف والهلع في أوساط السكان، وإظهار المجلس الانتقالي بغير مظهره الحقيقي، لخلق فجوة من فقدان الثقة بين سكان العاصمة عدن وممثليهم في المجلس.
وأمام هذا وذاك، بين ما يروج له إعلام الحكومة، وما ينفيه ويقلل من إمكانية وجوده إعلام المجلس، نأتي لنقف في المنتصف، وندعو للتعاطي مع موضوع الوباء من عدمه بموضوعية وشفافية، ودون تحيز لأي طرف سياسي كان.
ففي الوقت الذي استنفرت فيه الدول الكبرى في عالمنا اليوم لقدراتها اللامحدودة وإمكانياتها الهائلة في مواجهة وباء كورونا، وعجزت عن هزيمته أو القضاء عليه تماما، من الأحرى بنا كسكان لإحدى البلدان النامية في هذا الكون وأكثرها فقرا وتخلفا، إن نشكر الله تعالى على إن صرف عنا ويلات ذلك الوباء الفتاك وشروره، حين تجاوزنا الفترة الزمنية الحرجة لانتشاره دون إن تسجل أي حالة تذكر له على أرضنا، كما يجدر بنا الترفع عن المزايدات السياسية العقيمة، فالمسألة الراهنة ترتبط بالمجال الصحي، ولا مجال فيها لتلك التجاذبات، فالتهويل من وجود الوباء يساهم في إقلاق السكان ويضاعف من أوجاعهم، كما إن التقليل من فرضية وجوده يقودنا إلى فوهة الكارثة.
لذلك يتعين على الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة العامة والسكان في العاصمة عدن، العمل الجاد على تبني هذا الموضوع من أساسه وتتبعه والفصل فيه، من خلال النزول المباشر للميدان للتأكد من الحالات المرضية ومعاينتها وتحليل عللها، ونشر نتائج ذلك بشكل علني دون أي توظيف يذكر له، لما لذلك من أهمية قصوى في تبديد سُحب الرعب لدى الكثيرين، عند عدم وجود مؤشرات للوباء، وفي حالة وجود حالات مرضية بالفيروس فإن الكشف عنها في وقت مبكر يسهم في محاصرة الوباء ومنع تفشيه وانتشاره.
نسأل الله العلي العظيم إن يجنب العاصمة عدن وأهلها كل مكروه.
والله على ما نقول شهيد.