جهاد الحجري يكتب:
ماذا لو تخلى الانتقالي عن قضيته الجنوبية وشعبها؟
يشهد الشارع الجنوبي غلياناً مدفوعاً ضد الممثل الرسمي للشعب بتمويل من أطراف خارجية لا يهمها مصلحة البلاد والعباد، ولا تخدم إلا أعداء القضية الجنوبية المتمثلة في عصابة 7-7 الإجرامية.
ولنفترض أن المجلس الانتقالي خضع لتلك الضغوطات، وتخلى عن القضية الجنوبية وتخلفت القيادة عن الجماهير، فكيف سيكون الواقع الجنوبي بعد ذلك.
للأسف الشديد أن الشعب الجنوبي مر بتجربة مماثلة قبل أقل من ثلاثة عقود عندما تكالبت الجماعات الإجرامية لاحتلال أراضيه ونهب ثرواته وكانت النتائج كارثية جداً بجميع المقاييس.
حيث تشارك نظام عفاش وجماعة الإخوان أولا تصفية القيادات الجنوبية بمختلف الطرق، فقتلوا ومن قتلوا وشردوا من فلت من قبضتهم، ونفذوا مسلسل إرهاب مرعب لم يسبق له مثيل على أرض الجنوب.
وبعد فتكهم بالقيادة الجنوبية مارسوا الظلم نفسه على قواعد وكوادر الجنوب، وقاموا بتسريحهم من أعمالهم ما اضطر الكثير منهم إلى امتهان أعمال لا تليق بمستواهم التعليمي من أجل توفير لقمة العيش لأبنائهم، فيما عتاولة نظام عفاش والإخوان يجوبون عواصم العالم مع أسرهم على حساب ثروات الشعب الجنوبي.
وكم شاهدنا تلك الرموز الإجرامية وهي تقيم المشاريع الاستثمارية العملاقة على أراضي جنوبية منهوبة بأموال جنوبية منهوبة وتذهب عائداتها لأعداء الجنوب.
وفي أفضل الأحوال كان يتم تشغيل الاياد العاملة الجنوبية بأجور زهيدة في تلك الاستثمارات المنهوبة، ويقضي الجنوبي ساعات يومه ليجد النزر اليسير كي ينفقه على بيته، رغم أن تلك المنشئات التي يعمل بها هي من ماله وعلى أرضه.
إن عودة نظام 7-7 هي ما ينتظر الجنوبيين في حال تخلوا عن الانتقالي وتخلى عنهم، ولم يكون الوضع إلا أسوأ بكثير مم هو عليه اليوم.
ورغم تردي الأوضاع المعيشية حاليا في عدن، فإن أهم أسباب ذلك هو مخلفات الحقبة الاستعمارية والفساد المتراكم منذ عقود، وبقتء أطراف النظام السابق في كيدهم ضد المجلس الانتقالي ومنعه من تمثيل قضيته بالشكل الذي يليق به ويستحقه شعبه.