خالد سلمان يكتب:

حضرموت وتعز.. زلزال لعرش الطغاة وسلطة فاشية الدين والإرهاب

إما وطن للجميع بالتراضي ومتفق عليه، ديمقراطي مدني حقيقي، اما بالقوة والعنجهية السلالية القبلية الدينية، ما يلوح في الأفق، في أحسن الاحتمالات والتوقعات وفق المعطيات، وطنان لا وطن.

لا تحدثنا عن حسابات العالم والإقليم، إرادة كل الشعب أولاً، واستقرار مناطق الثروات والمصالح الدولية والممرات ثانياً.. والبقية تأتي.
من حضرموت إلى تعز، وغداً كل اليمن، ربما تتعارض المشاريع ولكنها تتقاطع عند نقطة واحدة: 
الخلاص من سلطة الدم والموت والدمار. 
لتوسيع نقاط الالتقاء بعد الخلاص، هناك تفاهمات وحوار وطاولة، خارج سلطة المحاور. 
يا الله من يستطيع أن يقتل كل هذا الشعب، إن قرر كنس هذه السلطة الفاسدة؟ لا أحد.
خرجت الحجرية، فتحت ذراعيها، وسعت مساحة الآمال، بددت ظلمة اليأس، وأعلنت بكل قوة، أن الجماهير لم تمت، وأنها ما زالت صاحبة الكلمةالعليا والقول الفصل. 
خرجت الحجرية، تحدت سنوات القهر، خلعت من على بدنها ثوب التردد، والبقاء في حالة صمت وانكفاء، رسمت على الطريق شارة وسهماً: 
هنا اللواء والسلم الأهلي وعدن خط أحمر، وهنا السهم السير شمالاً.. صوب تحرير تعز، لا جنوباً صوب تحرير المحرر. 
خرجت الحجرية: وداعاً للخوف وأهلاً بأول غيمة تغيير وحلم ندي كصباحات قادم الوطن.
فعالية الاحتشاد الجماهيري في الحجرية، أكدت حقائق غير قابلة للتسويف، أو المراوغة والدحض: 
* الجماهير هي رمانة ميزان التغيير القادم
* ترابط القضايا بين عدن وتعز وكل اليمن، وإعادة تصويب وجهة البندقية، شمالاً لتحرير المحتل، لا جنوباً لتحرير المحرر. 
* قوة الفعل تكمن بحواضنه وحوامله السياسية، وتداخل السياسة مع الهم اليومي والوطني للناس، وهنا يمكن إعادة إحياء السياسة، على الرغم من كل محاولات تجريفها. 
* لن يسقط اللواء، ولن تكون تعز نقطة صراع واشتباك إقليمي. 
* حلم الشهيد الحمادي لم يمت، وان قضيته غير قابلة للدفن، وانه لن يُغتال مرتين.
*
خروج حضرموت بلا استثناء، يؤكد شيئاً واحداً، أن هناك واقعا جديدا يتجذر ويُكرس على الأرض. 
والبقية سيكون تحصيل حاصل وتفاصيل.
قيمة تظاهرة حضرموت انها لم تخرج في عدن، حيث يحكم الانتقالي، بل في وكر سلطة جيوش القمع، ومعقل شرعية الرياض. 
لو اراد كل هذا الشعب، لأسقط بيده المحافظة، ولكن يبدو ان القرار لم يُتخذ بعد. 
الشعب إن قرر يستطيع أن يهزم بحنجرة وصرخة مدوية، اعتى الديكتاتوريات الحاكمة.
سقطت عدن من قبضاتهم، فتطهرت من السلطة الفاسدة.. سقطت أبين وتطهرت من دموية الحكم والفساد. 
تحركت حضرموت بمليونية، زلزلت أركان عرش سلطة نهابة الثروات. 
تحركت الحجرية بمليونية، قرعت جرس الإنذار أن سلطتهم هي الأُخرى إلى زوال. 
 مليونية اليوم حضرموت والحجرية، هما وحدهما من عجل بالضغط على زر التفجير، حتى لا يُسحب البساط من تحت أقدام جيوش فاشية الدين وسلطة الإرهاب. 
 علي محسن يدمر ما بقي من وطن، ويصنع لحزبه نقطة الخاتمة.
لو شعر المركز الإخواني محسن وداعموه، أن زمام السيطرة سيفلت من يده في الجنوب، سيفجرها حرباً شاملة ضد الجنوب مرورا بأبين وجبهة الحجرية، وإن استدعى الأمر التنسيق مع الحوثي، للضغط عبر جبهة الضالع. 
 تظاهرات الأمس شمالاً وجنوباً، تؤكد أن خصم المدنية واحد، والمصير واحد، وتنسيق الجهد والمواجهة، ينبغي أن تكون ايضاً واحدة.
سيفجرون الوضع عسكريا خيارهم الأخير، قبل ان يفلت الزمام من يدهم، وقبل ان يتجذر مشروع الخلاص الشامل، ويعم انطلاقاً من الحجرية كل تعز وكل الوطن. 
ايها الإخوان: الهروب إلى الأمام انتحار.
لا للإمارات، نعم لتركيا؟!!!
فيما نحاول أن نثبت وحدة وترابط القضايا، بين عدن وتعز، ومن ثم بقية اليمن، وأن هناك متسعا لتقريب المشاريع، وتفكيك العقد على طاولة الحوار لا الحرب، نقرأ تحذيرات من البعض المحسوبين على نُخب تعز، تحذر وتعلن بالفم المليان، انه لا يجوز لأبناء تعز وقواهم السياسية، في خصومتهم مع الإصلاح، التقارب مع الانتقالي، المدعوم إماراتياً، ولكن يجوز الوقوف مع الإصلاح المدعوم قطرياً تركياً سعودياً، ومن التنظيم الدولي وتنظيمات الإرهاب، ومناصرته إذا ما قرر اجتياح عدن..!!
لا أحد يعرف نوعية ومسميات، مثل هكذا مكاييل سياسية مزدوجة!!