خالد سلمان يكتب:

وجع تهامة ونكبة اليمن.. وطنٌ هذا أم مسلخ قيم؟

من يحكم كل اليمن، وينهبها ويقرر سلمها وحربها، هم قبيلة الصفوة الفاخرة، درجة أولى نهب وقتل ومذهب. 

حتى حين أرادوا قبيلة المدن، صنعوا في تعز قبيلة بلهاء درجة 18، تجيد الاحتراب ضد بعضها، ولا شيء آخر سواه، ولا تصطف للدفاع عن منتسبيها، أو الدخول في معادلة الموروث كورقة قوة. 

حتى في إعادة إنتاج التخلف لا نحظى بما يجب.

نحن منكوبون من المدنية، إلى القبيلة. 

***

"الإخوان" المسلحون المهيمنون على الجيش الشرعي، يفجرون الموقف في أبين، ويكسرون اتفاق تخفيض مناطق التوتر، بقصف أسفر عن قتلى وجرحى. 

حين تتعطل دواليب الحل السياسي، تتحدث المدافع سياسة. 

هناك عقدة توافق بين الانتقالي وشرعية الرياض، أو في الرياض.

نخشى من العودة في الجهود إلى مربع صفر.

***

تفجير الموقف في أبين، هل يعني أن الانفراجة، التي شهدها الصراع، عادت بكل تفاصيلها إلى مرحلة الشد السياسي وحوار النار، والاستعصاءات السابقة؟

ربما..

***

نحن بحاجة إلى عالم طوبغرافية لرسم خارطة الفقر، تهامة مفرزة القيادة، وبعدها كل سكان اليمن مغبونون فقراء. 

نستحق، نحن الشعب الأكثر تنملاً.

تعرفون لماذا تهامة تسكننا؟

لأنها بالنسبة لليمن، خارطة خلاص وطريق، ومؤشر عدل وسوية. 

***

وجع تهامة يصنع انفجاراً كونياً، فقط في غير اليمن.

تخيلوا تهامة مثل الجنوب، تطعم بلاداً، وأهلها جياع بائسون!!

مفارقة؟

لا انها وصمة عار على جبين أحزاب وطن.

***

أيها الفرح الكوني، دقيقة صمت وحداد، اقرع أجراس حزن الإنسانية، ماتت "غالية" الطفلة التهامية.

لا أحد يعرفها، ولكنها تسكن ضميرنا الميت إلى الأبد. 

***

ماتت "غاليه" الطفلة التهامية، مثلما يأكلون حقها في المدرسة والغناء، للفراش الملون واجنحة العصافر، اكلوا عمرها بحريق لعشتها، ماتت غالية تلعننا جميعاً، وفِي الحدقات دمعة حزن وغضب. 

ماتت الطفلة التهامية غالية..

وماذا بعد ؟

لا يهم، لدينا الكثير من القتلى، في وطن يغتال كل يوم براءة مليون غالية.

***

من شروط القبول في الكلية البحرية في الحديدة، أن لا تكون من أبناء الحديدة!!!

الكلية البحرية في الحديدة والطلاب من صعدة.!!

***

مدير الثروة السمكية في الحديدة، حوثي من أبناء بني مطر، لا يعرف حوت السمك من العردان. 

تهامة قهرها يفوق كل احتمال..

***

منحوا تهامة شارعاً باسم يوسف الشحاري، ونهبوا كل تهامة. 

لست أنا من يقول صديقي القائل.

***

نحن لا ندعو أبناء تهامة، أن يثوروا ضد الحوثي فقط، الحوثي حلقة في ذات السلسلة التي تخنقكم. 

ثوروا أولاً، ثوروا أخيراً ضد خوفكم. 

* * *

أين الزرانيق وبطولاتهم في كتب التاريخ؟

تم إعدامها، لصالح المذهب القبلي الحاكم. 

نحن بحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ بموضوعية.

***

معلمو تعز والحديدة وكل اليمن، وكل المهن، بلا رواتب لسنوات:

صديقي.. أنتم مشروع أكثر من ثورة، والخوف الذي يسكن حناجركم، يسلسل قبضاتكم، هو أكثر من جهاز أمن وطني، وأكثر من مئة قمش. 

الحقوق تؤخذ بالشارع بإرادة الناس، بوحدة الهدف، لا بمناشدة ورسالة تظلم.

نريد أن نصحو ذات نهار بجلجلة ثورة، ضد الدم، ومن أجل الخبز وبلا دم.

***

أغرب شيء الإشارة إلى الموت، تستفز المواطن المطحون، وكأنه حقاً يحيا الحياة. 

إنه التماهي بين العيش واللاحياة. 

اخرج من جلد خوفك، ودافع عن حياة تليق.

***

جهل الفقير بقضيته، أكثر خطراً، من دموية الخصم.