جهاد الحجري يكتب:

ماذا لو كان الأغبري عولقياً أو من الضالع!

جريمة قتل ليست الأولى في صنعاء ولن تكون الأخيرة، فالمحافظات الشمالية لم تعرف إلا نظام القتل والإرهاب عبر التاريخ، وما أكثر من يموتون قتلاً في شوارعها ومدنها.

لكن الدنيا قامت ولم تقعد، لمجرد أن أحد ضحايا تلك الفوضى، ينتمي لمحافظة العنصرية تعز، تلك المحافظة التي عانى شعب الجنوب من مناطقيتها أهلها سنوات طويلة، ولعبت دوراً محورياً في استعباد الجنوبيين داخل أرضهم، لمجرد أنهم ناصروا جحافل الاحتلال في غزو 1994.

ورغم أن قضية الأغبري هي قضية دعارة، وفضائح أخلاقية، إلا أن العنصر التعزي جعل منه بطلاً قومياً، ورمزاً لقضية يريدونها شريفة، وهي غير كذلك.

ولو افترضنا أن الضحية كان من المحافظات الجنوبية، لمرت مرور الكرام، ولسمعنا من أبناء تعز نفسها من يبرر الجريمة، كون المجني عليه انفصالياً حقه أن يموت.

لقد تصدرت تعز الصف المعادي للجنوبيين حقداً منهم لا أكثر، رغم أنهم غير مستفيدين من ثروات الجنوب كبقية الشماليين، وهذا يؤكد أنهم قطب العنصرية ضد الجنوبيين.

وحتى نعرف مدى خبث وعنصرية تعز، فلنعد بالذاكرة إلى سنوات الوحدة الأولى، بين عامي 1990 – 1994، ولنتذكر كم من الشخصيات الجنوبية تمت تصفيتها في صنعاء، لمجرد أنهم جنوبيون.

كم من المفكرين والرموز والأبطال الفعليين، قضوا بتلك الوحدة المشؤومة، ولم نسمع صوتاً واحداً يدين أو يستنكر تلك الجرائم؟

وحتى هنا في عدن، قُتل الكثير من الجنوبيين على يد أنصار وعسس الوحدة التعزيين، بعد الغزو الأول في صيف 94، بعد أن تحولت القطعان التعزية إلى خناجر مسمومة تقتل وتفتك بسكان العاصمة الجنوبية.

وقبلها خرجت جحافل التعزيين لاستقبال الغزو متنكرين بأسماء جنوبية، حتى يقال عدن وأهلها يرحبون بالغزاة والمحتلين باسم الوحدة.

وهكذا، ستظل تعز تمارس المناطقية، وآن حتى لسكان الشمال أن يحذروا منها، وأن يستوعبوا حجم ما عانى منه الجنوب على أيدي أهلها، وكيف ضجن صنعاء بجريمة واحدة منهم، فكيف بآلاف الجرائم التي يرتكبونها بحق الجنوب منذ عقود.