فيصل الصوفي يكتب:
نعم.. حزب الإصلاح يحب السعودية
بمناسبة ذكرى تأسيس حزب الإصلاح، أراد هذا الحزب تحسين صورته أمام المسئولين السعوديين، فما كان أمامه سوى كتابة توضيح ملتبس مرتبك، تحت عنوان: الإصلاح.. والعلاقات اليمنية السعودية. راح يتكئ على محاسن غيره، وينسب مساوئه إلى من يحسبهم اليوم خصومه السياسيين الأول، وزاد إلى ذلك تدليساً وكذباً.
يقول لك إنه لم يُؤْثَر عن حزب الإصلاح منذ تأسيسه عام 1990 أي خصومة مع المملكة.. لم يكن هناك أي موقف عدائي من قبل حزب الإصلاح تجاه المملكة.. صالح -الذي لعب الدور الأساسي في حل النزاع الحدودي اليمني- السعودي، والذي به انتهت كل مظاهر وأشكال النزاع والعداوة- هو الذي كانت له مواقف معادية للمملكة، بدليل أنه وقف ضدها في حرب تحرير الكويت.. وأيضاً هو الرئيس صالح الذي استغل علاقته الخاصة بالرئيس الليبي معمر القذافي، واستغل الخلاف بين هذا الأخير وبين الملك عبدالله بن عبد العزيز، فظهرت محاولة القذافي لاغتيال الملك.. إنه صالح، نعم صالح، وليس أولاد الشيخ الأحمر القياديين في الحزب، الذين راحوا إلى القذافي يقبضون ملايين الدولارات مقابل إيذاء السعودية..
صالح، هو الذي ظل يكتب بيانات حزب الإصلاح وشركاه حول ما سُميت حروب صعدة، منذ يونيو 2004، وحتى 7 نوفمبر 2009، وقد نشرها صالح في موقع الصحوة نت، الذي نشر أمس التلفيق الكبير المسمى (الإصلاح.. والعلاقات اليمنية السعودية).. نعم هو صالح الذي قال في تلك البيانات: إن الرئيس علي عبد الله صالح وحزبه -وبسبب إدارتهم السيئة لحروب صعدة العبثية- قد سمحوا للمملكة العربية السعودية بحشر نفسها في ما لا يعنيها، فدخلت كطرف في المواجهات العسكرية.. وإن الرئيس صالح وحزبه الحاكم حملوا هذه الحرب العبثية تأويلات مذهبية ودينية وسياسية داخلية وخارجية، وبذلك استدعوا الخارج- السعودي، وعليه نحمل صالح وحكومة حزبه الحاكم مسئولية كاملة عن صيانة السيادة الوطنية لليمن وحماية حدودها الإقليمية!
ثم إن الشيخ حمود سعيد المخلافي، وتوكل كرمان، والحسن أبكر، وغيرهم كثير من القيادات التي لا تزال تهاجم السعودية وتدعو لمعادتها، وتصفها بالعدو التاريخي للشعب اليمني، هؤلاء لا يزالون تحت إبط صالح، وليسوا قياديين في حزب الإصلاح، الذي لم تُؤْثر عنه -قط وأبداً- أي عداوة -ولو صغيرة- للمملكة العربية السعودية.
وصالح وحزبه الحاكم –وليس حزب الإصلاح وشركاه- هما اللذان تحالفا مع الحوثيين ومع إيران.. بدليل أن صالح وحزبه أصدروا البيانات -نشرت في الموقع الرسمي لحزب الإصلاح- قالوا فيها: إن أحداثاً خطرة تجري في محافظة صعدة بسبب تعامل الرئيس صالح وحزبه مع قضية صعدة تعاملاً أمنياً باستخدام مختلف أصناف الأسلحة الثقيلة، على الرغم من أن الحوثيين لم يسعوا إلى أكثر من ممارسة حقوقهم في التعبير عن الرأي، وحريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، حسب مذهبهم.
كانت الحرب بين جماعة متمردة على الدولة وبين دولة لا تقبل أي دعم أو وجود لحزب الله وإيران في صعدة، فقام صالح وحزبه- وليس حزب الإصلاح وشركاه، يصدر بيانات يشيع فيها أن ما يقوم به صالح وحكومة حزبه الحاكم في صعدة هو عين الحرب العبثية.. وصالح وحزبه -وليس الإصلاح- الذي أصدر بياناً يقول فيه إن السلطة تنفذ سياسة الأرض المحروقة في صعدة.. وإن السلطة تستمر في نهجها المكرس لتجاوز المسئولية الوطنية.. وصالح وحزبه هم الذين قالوا في البيانات: نطالب الرئيس صالح وحكومته بالكف عن التعامل الأمني مع قضية صعدة، فهي قضية تعبير عن الرأي، وندعو لإطلاق سراح معتقلي الرأي الحوثيين، واحترام حق حسين الحوثي وعبد الملك الحوثي وأتباعهما في التعبير عن الرأي وممارسة شعائرهم الدينية بحرية.. ثم إن صالح هو الذي جلب الحوثيين إلى ساحات ثورة حزب الإصلاح، وهتف لهم: حيا بهم حيا بهم في صنعاء، عام 2011 بعد أن كانوا في حيدان، لا يدرون أين تقع عاصمة محافظة صعدة!
ويقول لك حزب الإصلاح: علاقاتنا بأي جهة تكون عبر الدولة ومؤسساتها، نحن لا نعمل خارجها.. حسناً، عبر من يقيم حزب الإصلاح علاقاته مع قطر وتركيا.. ولكي يثير غصب الآخرين كما يخمن، يقول نحن حزب سياسي وطني يمني، ولسنا امتداداً لأي حزب أو حركة أو جماعة خارج الجمهورية اليمنية.. لا لا لا، حاشا حزب الإصلاح أن لا يكون امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين، وحاشاه من حسد عضويته في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. ومن ذا الذي يمكن أن يقول لصاحب الصحوة نت: ننكر تأييدكم للشرعية.. لو قال ذلك يكون قد أنكر ضرورة من ضرورات حزب الإصلاح وراء دعمه لشرعية الرئيس هادي، وهي الاستحواذ على مقدرات ومؤسسات الدولة التي بقت في يد الشرعية.