جهاد الحجري تكتب لـ(اليوم الثامن):

الإخوان دعاة فتنة وليسوا رجال حرب

يستطيع عدد قليل من مقاتلي الحوثي أن يطيحوا بأكبر الألوية في جيش الشرعية، وخلال زمنٍ قياسي، ليس لأن الحوثيين أولوا بأس شديد، ولكن لأن الإخوان ذو بأس هش عند استعار الحرب.

صحيح أنهم أكثر من يحرض على الفتن ويدعو الناس للاقتتال، لكن شريطة أن يكونوا بعيدين عنها، ومن يتابع تاريخهم القريب والبعيد، سيجد أنهم وحتى اليوم لم يخوضوا معركة واحدة على الأرض، ومن الطبيعي أن يفر آخر جندي منهم عن المعركة، قبل وصول الأول من الطرف الآخر.

وقد كشفت معركة تحرير عدن من قوات عفاش والحوثي في 2015، أن الإخوان أشبه بالنساء عند سماع أصوات البنادق، إلا أنهم كانوا بارعين في اختلاق معارك وهمية، كانوا هم أبطالها، ليسوقوها أمام التحالف.

بالمقابل خاض أفراد المقاومة الجنوبية معارك حامية الوطيس، وتقشعر لها الأبدان مع الحوثيين، إلا أنهم بالمقابل، لا يستطيعون الحديث عنها بقدر ما يستطيعون اقتحام أهوالها، وهذا هو الفارق بينهم وبين الإخوان.

وقد استغل حزب الإصلاح تحرير عدن، أيما استغلال، وجعلوها معركتهم وحدهم، وكأن الجنوبيين ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وكذلك فعلوا في بقية معاركهم في الشمال والجنوب.

ففي معركة شقرة حالياً، يستعين الإخوان بمرتزقة جنوبيين للقتال نيابة عنهم، في الوقت الذي يتقاضى قيادان الإخوان الأموال والمناصب، وعند انتهاء المعركة، سيتأكد أولئك الخونة، أنهم كانوا مجرد أدوات يتم الاستغناء عنها في الأخير.

أما في الشمال، فقد اعتاد حزب الإصلاح على توظيف القبيلة لحماية مصالحه، وحمايته، مستغلاً الجهل المتفشي في تلك البلاد، ومستعيناً بفتاوي التحريض والفتن، حتى يبقى الجميع في صراع من أجل كهنة الإخوان.

وما يدور اليوم في مارب من قتال شرس، يكشف أن قبائلها هم ضحية التحريض الإخواني، وبدلاً من أن يحميهم جيش الشرعية، ها هو اليوم يحتمي بمراد وعبيدة، وغيرها من رجال القبائل.

ولا تزال القبيلة والجهل سلاحين ناجعين، يوظفهما الدجل الإخواني كيفما يريد، تماماً كما فعل في حرب صيف 94، التي أثبتت خطورة الإتجار بالدين والجهل بين الأمم.

ولو اختفى دور الإخوان التحريضي، لعاش الجميع بسلام، ولما انتهت مهمة التحالف بهذا الفشل الذريع، بعد أن وضع كل ثقته بإخوان اليمن، في الوقت الذي يضع الإخوان كل رهانهم على المحور القطري – التركي، المعادي للعرب.