فيصل الصوفي يكتب:
وأين جيش هادي والإصلاح؟
حزب الإصلاح المسيطر على ألوية جيش هادي في تعز، اختار نحو 500 مقاتل ممن يشك في ولائهم له، وأرسلهم إلى مأرب لنجدة ما تبقى من الجيش الوطني المقهقر أمام الزحف اليومي لجحافل الجماعة الحوثية التي تسعى للسيطرة على عاصمة إقليم سبأ الموعود أو الافتراضي، وهي الموئل المتبقي لحزب الإصلاح وحكومة الشرعية هناك، والتي يدافع عنها رجال قبائل، وقبل يومين استشهد قياديان مؤتمريان بعد الفدائية التي أظهراها أمام التتر الجدد.
قيل إن الجنود الذين أرسلهم حزب الإصلاح من تعز، لم يصلوا إلى مأرب في الوقت المحدد، لأن المجلس الانتقالي حال بينهم وبين ذلك، بسبب مخاوفه من إعادة إرسالهم مرة أخرى من مأرب إلى شبوة، لكن إصلاح تعز نقلهم إلى مأرب فرادى ومجموعات صغيرة.
وسواءً صح، أو لم يصح عرقلة المجلس الانتقالي الجنوبي وصول أولئك المقاتلين إلى مأرب، لا فارق في الموضوع، فقد وصل الخمسمائة إلى مارب، إنما الذي صح عن قيادي إصلاحي يتولى أمن محافظة تعز أنه عزا تقهقر جيش الإصلاح وهادي في مأرب إلى (خُبِيرة) تشبه خبابير عجائز موليير التعسات الثرثارات.. فقد نقل الخولاني إلى عقال حارات تعز (خبيرة) إصلاحية تختصر أسباب تقهقر جيشهم في مأرب إلى سبب واحد، وهو أن ميليشيا الجماعة الحوثية قد انضم إليها أكثر من 15 ألف مقاتل، من بينهم مقاتلون مدربون تركوا الساحل الغربي وعادوا إلى سائلة محمد البخيتي في صنعاء.. شنشنة العميد الإصلاحي الخولاني هذه قصد بها قصداً الغمز في قناة حراس الجمهورية، على الرغم من أن الذين تركوا الخدمة العسكرية في الساحل الغربي خلال السنوات الثلاث، وعادوا إلى سائلة البخيتي لا يزيد عددهم عن عشرين، بينما خلال العام الماضي وحده انضم إلى جماعة الحوثي وميليشيا الجماعة أكثر من خمسة آلاف قيادي وقائد ومقاتل إصلاحي ومن جيش الإصلاح وهادي، وكل هذا العدد غضت عجائز موليير التعسات أبصارهن عنه.
بعد هذه الملاحظة، نعود إلى ما بدأنا به، لنقول إن الناس أصيبوا بالإحباط عندما علموا أن حزب الإصلاح في تعز يحاول نجدة مأرب بخمسمائة مقاتل تعزي.. إنهم يتساءلون: أين ذهب الجيش الوطني الذي طالما كان الرئيس هادي يؤكد أنه منهمك على بنائه، وتحديثه، وتسليحه، مدة تزيد عن خمس سنوات؟
هذا هذا السؤال الكبير تثيره مسألة حاجة الإصلاح والرئيس هادي إلى حماية مأرب بخمسمائة مقاتل تعزي للدفاع عنها أمام الموجات التترية التي تصر على الاستحواذ عليها.
حزب الإصلاح وهادي رموا حراس الجمهورية في الحديدة، بقنبلة استكهولم كي يكفوا عن طرد ميليشيا الجماعة الحوثية منها، والعجائز اليائسات البائسات تثرثر وتنثر خبيرات.. رموا حراس الجمهورية بتلك القنبلة لأنهم لو أكملوا المهمة سوف يكبرون، وهذا ما لا يريده حزب الإصلاح، ولا يرغب به هادي المرهقون بوسواس إعادة إنتاج النظام السابق.. لولا تلك القنبلة الإصلاحية- الهادية، لكان حزب الإصلاح والرئيس هادي في وضع مختلف، وما كانت ميليشيا الجماعة الحوثية في موقف يساعدها على شن هجوم كاسح للاستيلاء على مأرب، ولما كانت هذه الميليشيا تقدر على ما قدرت عليه في الجوف والبيضاء وحجة وشمال الحديدة.. واليوم ها هم رجال هادي وبعض قيادات حزب الإصلاح يطالبون بإبطال قنبلة استكهولم التي أرادوا بها النيل من حراس الجمهورية.
الناس يتساءلون: أين هو الجيش الوطني؟ جيش تكون من مئات الألوف، وخلال خمس سنوات وبضعة أشهر كان يدرب، ويسلح، ويزود بالأغذية والمكملات.. جيش وطني، أنفق عليه التحالف العربي لدعم الشرعية مئات المليارات بالريال السعودي وبالدولار الأميركي، والرئيس هادي من جهته أنفق عليه قيمة كل الموارد، ونحو تريليون ريال يمني، بما في ذلك أكثر من نصف العملة المطبوعة التي تزيد عن خمسمائة مليار ريال.
كل هذه المبالغ، وكل هذه الأعداد البشرية، وكل تلك الأسلحة، من أجل جيش وطني، وفي النهاية يكتشف الناس أن حزب الإصلاح والرئيس هادي يستنجدان بخمسمائة مقاتل من تعز للدفاع عن مأرب أمام ميليشيا الجماعة الحوثية، فما هذا يا خلق الله؟ أين الجيش الوطني، أين أسلحته؟
لكن.. مفهوم أين استودعت الأسلحة، معروفون الذين أودعوها في مستودعاتهم، ولماذا؟ أما أن يتبخر الجيش الوطني، كما تبخر جيش قريش فغير مفهوم.. لذلك يحتاج اليمنيون إلى توضيح من الرئيس هادي ومن حزب الإصلاح، ومن التحالف العربي لدعم الشرعية.