جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):

صفقة العار بين الجنرال العجوز والحوثيين

لم يكن "محسن علي محسن" أسيراً لدى الحوثيين، ويشهد على ذلك الحوثيين أنفسهم، ونشطاء الإخوان، بل أن عمله في تجارة النفط خدم الحوثيين كثيراً في مناطق سيطرتهم، حيث اعتبروه حلقة الوصل بينهم وبين نفط مارب والمحافظات الجنوبية.

لكن الأحمر الأب أراد ابنه ليخدمه في بعض شؤونه الخاصة، فاستدعاه إليه، ولكن ليس بالطريقة التقليدية، فقد أراد أن يصنع منه بطلاً حتى لو لم يستدع الأمر أن يكون كذلك، وقد يكون له أسبابه المنطقية في حال أراد تسليم الإبن منصباً رفيعاً في جيش الشرعية.

إلا أن طموح الأب لابنه كان مبالغاً فيه، وكلفه الثمن غالياً، حيث كان الحوثيون على استعداد أن يفدوا القيادي الموالي لهم بالآلاف من أسرى الشرعية، إلا أن الأحمر كان متواضعاً واكتفى فقط بتحرير ابنه في وسائل الإعلام، وأن يقبلوا فقط التوقيع على صفقة، تذكر انه ابنه كان أسيراً لديهم.

ذهب نائب هادي إلى الصفقة دون أن يبلغ هادي، واستقدم ابته بثمن كبير، كان بالإمكان استثماره لتحرير القيادات الجنوبية في سجون الحوثي، ومنهم شقيق هادي نفسه، واللواء محمود الصبيحي، وزير الدفاع السابق في الشرعية.

أو حتى بالمئات من الأسرى الصغار من جيشه في سجون الحوثيين، وما أكثرهم هناك، إلا أن الأحمر لم يرد أن يعكر مزاجه ومزاج ابنه بتلك التفاصيل، التي لا تخدم مصلحته الخاصة.

فهل أدرك أنصار الشرعية، خاصة منهم في الجبهات، حجمهم الحقيقي لدى الأحمر ودولته، أم أنهم ماضون في تبعيتهم العمياء لحزب الإصلاح، الذي يخدم مخططات قيادته الإخوانية؟

كما أن الرسالة للجنوبيين المنظوين تحت راية الشرعية، خاصة في شقرة وغيرها من المناطق الجنوبية، فأنتم أيضاً لن تكونوا أغلى من شقيق هادي ووزير الدفاع الصبيحي، وليس لكم أي قيمة إلا الفتات الذي يلقونه لكم، من بقايا ثرواتهم التي اكتسبوها من أرضكم، وبتضحياتكم أنتم.