مصطفى النعمان يكتب:
بعيداً عن المزايدات
تعيش خارج اليمن الغالبية العظمى من المنادين بشعارات (استعادة الدولة) و(انهاء الانقلاب) و(هزيمة المشروع الايراني)، وهم لا يخجلون من دعوة الذين يعانون ويلات الحرب في الداخل ببذل المزيد من التضحيات والدماء وتحمل الفقر والمرض والقصف واستعجال النصر وتقديم حياتهم فداء للوطن، وبعدها فهم مستعدون للعودة من الخارج ليحكموا البقية من الأحياء.
لا أحد من الذين يعيشون مع أسرهم ويستلمون مرتباتهم في الخارج راغب في العودة الى الداخل ليعيش مع الناس ويعاني معهم، لذا فهم يرفضون وينددون بأعلى صوت يدعو الى وقف سفك الدماء قبل الانتصار ورفع العلم في مران، وفي سبيل استمرار عيشهم الآمن المريح مدفوع الأجر يعرقلون كل مساعي التوصل الى سلام ما لم يضمن لهم العودة الى الحكم.
هذه المجاميع تتناسى انها لم تتمكن خلال خمس سنوات واكثر من ان تحقق انجازا واحدا في 85٪ من الاراضي التي تسميها "محررة"... خمس سنوات وكل هذه الارض بلا خدمات ولا امن ولا تواجد لهم الا في فترات يمكن ان نحصيها...
واليوم منذ 5 نوفمبر 2019 وهي تصارع طواحين الهواء في انتظار لقاء مسؤول هنا واخر هناك.. لم تعد كرامة البلاد تعني لهم شيئا ولم يعد انتهاك سيادتها يزعجهم ولم تعد احزان الناس تقض مضاجعهم.. هم مرتاحون في غرف فندقية فارهة واسرهم تعيش بأمان واولاد بعضهم موزعون في السفارات دون وجه حق!
من اراد الحرب فلا احد سيوقفه ويمنعه عن العودة وحمل السلاح والقتال، أما النداءات بالواتساب ليست سوى زيف وادعاء بطولات ودعوة مفتوحة للناس لينتحروا!