جهاد الحجري يكتب لـ(اليوم الثامن):
الجنوب كله شبوة في ذكرى استشهاد "سعيد تاجرة القميشي"
في 3 أكتوبر القادم، ستحل علينا الذكرى الأولى لجريمة قتل الشهيد سعيد بن تاجرة الوباري القميشي، أحد أبطال مديرية حبان، والذي لقي الله وصامداً لم يتزحزح من موقفه، وقضيته العادلة.
والمشاركة في الفعالية التأبينية في منطقة "هدى" مسقط رأس الشهيد، ليست اختيارية بالنسبة للجنوبيين، فهي فرض عين وليست فرض كفاية، وعلى كل جنوبي أن يكون حاضراً في ذلك اليوم، وأن يخصص يومه لإحياء الفعالية إن عجز عن الحضور.
فالشهيد لم يدفع حياته من أجل مصلحته الخاصة، فقد أقدم إرهاب الإخوان على تصفيته جهاراً نهاراً بسبب رفعه لراية الجنوب، تلك الراية التي تخلى عنها الجبواني والميسري وغيرهم من المرتزقة، من أجل الفتات الذي يرميه الأحمر لهم.
ومن تخلى عن قضية سعيد فقد تخلى عن وطنه وشرفه، ولن يكون له أي اعتبار أو احترام حتى في نظر من جندوه لقتال بلده، فسعيد هو رمز لكل جنوبي حر أبي، فضل الموت واقفاً على أن يعيش خانعاً تحت عصابات الإخوان الدموية.
ونحن بوقوفنا في ذلك اليوم، لا يعني أننا نتضامن مع الشهيد القميشي، فروحه أصبحت عند بارئها، ولكننا نحيي في أنفسنا تضحيات الأبطال، ونزرعها في نفوس أبنائنا، حتى تبقى ذكراه العطرة منهلاً للحرية والكرامة، ونعيش أعزاء ما بقينا على هذه الحياة.
كما أن الدماء الطاهرة في كل زمان ومكان، هي من تجبر الطغاة على الخضوع أمام أصحاب الحق، وبمثل تضحية شهيد حبان ستنتصر القضية الجنوبية اليوم على أعدائها من الإخوان ومن تحالف معهم من الخونة.
فشبوة إن تحررت، تحرر الجنوب كله، فهي قلبه النابض ومركز قوته وانتصاره، وبقائها تحت الاحتلال الإخواني هو أبشع أنواع الظلم، خاصة وأن جميع سكانها يعشقون الحرية، ويتطلعون لاقتلاع الاحتلال، على أحر من الجمر.